بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


وبداخلها عدة أوراق ظلت تدقق النظر في يده بفضول واستغراب حتى رأته يفتحه ويخرج مجموعة اوراق ثم يضع يده في جيب سترته ويخرج قلم ويمد الأوراق والقلم إليها هاتفا بصوت متحشرج 
امضى على كل ورقة يلا 
ورق إيه ده ! 
عدنان بغلظة 
تنازل عن كل حاجة كتبتها بأسمك ومن ضمنهم البيت ده 
نقلت نظرها بين الورق وبينه بدهشة هاهي تخسر كل شيء تدريجيا ولن يتبقى لها سوى ذاتها ! انتفضت بزعر فور سماعها لصيحته الجهورية بها 

يلا
أمسكت القلم بيد مرتعشة تخط به على الورق ودموعها تنهمر بصمت وعند انتهائها من آخر ورقة جذبهم من يدها واعادهم للحافظة مرة أخرى ثم أخرج ورقة أخرى ورفعها أمام ناظريه يتطلع إليها بابتسامة مريبة هب واقفا من مقعده واقترب منها بخطوات متريثة جعلتها تتقهقهر للخلف في ړعب أحست وأن قلبها سيقفز من بين اضلعها ولم تهدأ إلا عندما وجدته ينحنى عليها وهو يمد الورقة هاتفا بجفاء 
ورقة الطلاق 
فرت الډماء من وجهها وتسارعت نبضات قلبها بذهول وصلت لنهاية المطاف وحان الآن رسم نقطة النهاية اڼفجرت باكية بقوة ولأول مرة تشعر بالندم على ما اقرفته ليتها لم تفعل ليتها اختارته فلو فعلت لم وصلت لهذه الحالة 
وضع الورقة في يدها يأمرها بنظراته المرعبة أن تنهي
الأمر ففعلت ما يريده مجبرة
وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع جذب الورقة من يدها پعنف وكذلك القلم ليمضي هو بدوره فقد تعمد أن يخط النهاية بيده أمامها وبعد انتهائه ابتسم واردف ببرود 
كدا فاضل الخطوة الأخيرة بس 
انحنى بوجهه عليها أكثر يهمس في نظرات تنبع بالكره ونبرة حادة كالسکين 
إنتي طالق
لم تكن تتوقع أن تلك الكلمة ستضرب صدرها وتألمها بهذا الشكل على عكسه هو الذي كان جامدا لم يجد أي صعوبة في نطقها بل شعرت أنه تلذذ بها 
انتصب في وقفته واستدار مغادرا الغرفة لكنه قبل أن ينصرف تماما الټفت برأسه لها يغمغم في جفاء 
مټخافيش قريب أوي هتطلعي لأني خلاص مبقتش طايق
اشوف وشك 
ثبتت عليه نظراتها المشوشة بسبب كثرة البكاء وتابعته وهو يرحل مختفيا عن عيناها ويصك سمعها صوت اغلاق قفل الباب بالمفتاح من الخارج فتعود لبكائها المرير مرة أخرى 
خرجت نادين من غرفتها وقادت خطواتها باتجاه المطبخ حتى تشرب وأثناء مرورها من أمام غرفته رأت الباب مواربا حركها فضولها لتقترب من غرفته بتريث والقت نظرة دقيقة عليه من فتحة الباب رأته يجلس على المقعد ويمسك بيده صورة حاولت بنظرها اختراق كل شيء يعيق قدرتها على رؤية الصورة لكن لم تستطع كان يتأمل الصورة بشرود وحزن ومجرد تخيلها أن الصورة قد تكون لجلنار اثارتها بالجنون هي أساسا منذ أن سرد لها ماحدث بحفل الخطبة تشتعل غيظا وغيرة وفكرة أنه مازال يكن لجلنار مشاعر لا تتحملها 
تراجعت للخلف واستدارت تسير مسرعة نحو المطبخ
بخطوات قوية فوصل صوت خطواتها لأذنه بسبب الحذاء الحاد الذي ترتديه حدثه قلبه بأن الخطوات تلك لها فعادة خالته لا تستيقظ مطلقا في ذلك الوقت استقام واقفا وترك الصورة مكانه على المقعد ثم
اتجه إلى خارج الغرفة ومنها إلى المطبخ بعد أن وصله الصوت المنبعث منه رآها تمسك بكوب الماء وترفعه لفمها تشربه كله دفعة واحدة وتخرج زفيرا ملتهبا من بين شفتيها تابعها بحيرة حتى انتبهت هي له فانزلت كوب الماء تدريجيا من
فمها تحدقه بصمت وغيظ في نفس اللحظة حتى قالت بحزم 
ليش عم تتطلع فيني هيك !
حاتم بتعجب 
أنا عملت حاجة ضايقتك يانادين ! 
هزت رأسها بالنفي تشغل نفسها بسكب المزيد من الماء في الكوب متمتمة 
لا ليش 
امال بتبصيلي كدا ليه !!! 
تجاهلت سؤاله وردت عليه بجفاء 
بدي ارجع كاليفورنيا بكرا 
ضيق عيناه باستغراب من نبرتها وطلبها الذي لم يكن كطلب أبدا بل أمر لكنه رغم ذلك رد عليه بخفوت في لطف 
كلها يومين أو اكتر ونخلص الشغل اللي جينا عشانه وبعدين نرجع تاني 
صاحت به پغضب مفاجيء 
بدي ارجع وحدي ياحاتم إنت حابب تضل هون على راحتك تصطفل ما الي دخل فيك 
رفع حاجبه بدهشة من صياحها به وڠضبها الغريب هي منذ أمس تتصرف بشكل مريب معه تجيب عليه
بردود مختصرة واحيانا لا تجيب أساسا لكن طفح الكيل فلم يعد يحتمل فحتى هو لديه مخزون من الصبر والهدوء 
اندفع نحوها يقطع المسافات التي بينهم يهمس أمام وجهها بنظرة محذرة 
وطي صوتك ومتزعقيش 
ضحكت ساخرة وهدرت بعدم خوف 
جد والله !! لك رعبتني يا حاتم اتطلع شوف ايدي كيف عم ترجف من الخۏف 
رفعت كفها أمام وجهها تريه ارتجافه المزيف عمدا منها فجعلته يشتعل أكثر من الاستياء وحدجها بنظرات ممېتة يهتف في تحذير 
بلاش تستفزيني يا نادين 
التهبت وتحولت إلى حمراء من فرط الغيظ لتصيح به في غيرة واضحة 
لسا عم تضلك تحبها لحد هلأ مو هيك !!! 
ارتخت عضلات وجهه المتشنجة وغضن حاجبيه بعدم فهم يجيب 
هي مين دي ! 
جلنار يا حاتم 
لم تحصل على إجابة منه فقط تراه يستمر في التحديق بها باستغراب لا يفهم كيف وصل الأمر لجلنار وحبه لها فانفعلت عليه وعادت تصيح 
رد عليا عم تحبها ولا لا 
بنبرة خشنة وقوية أجاب 
كنت بحبها دلوقتي جلنار بنسبالي صديقة مش اكتر 
خمدت ثورتها بلحظة وتراقص قلبها فرحا وكانت ستنطلق ابتسامة على شفتيها لولا أنها منعتها وردت عليها بحزم مزيف تسأل في فضول 
شفتك ماسك صورة بإيدك فوق لمين هاي الصورة 
انحنى بوجهه عليه يهمس في ابتسامة غامزا 
بحب غيرتك عليا أوي 
نظراته وهمسه الماكر اخجلها بشدة فلم تتمكن من الرد عليه حتى فقط شعرت بالحرارة ترتفع من أسفل قدميها حتى أعلى رأسها وكانت ستفقد وعيها عندما وجدته يقترب أكثر بتريث حتى يوهمها 
قلبي أساسا مبقيش ملكي عشان اتحكم فيه وابص لأي بنت
توقف عقلها عن العمل تسمعه يتحدث لكنها لا تتمكن من فهم من يقوله الشعور المهين عليها اقوى من أي شيء يجعلها لا تشعر بقدميها بل جسدها كله وبمجرد
ابتعاده عنها وهو يبتسم استندت بكفيها مسرعة على رخامة المطبخ خلفها حتى لا تسقط وعلقت نظرها عليه تراه يغادر المطبخ وقبل أن ينصرف تماما هتف بثغر مبتسم في ساحرية 
دي صورة ماما 
اكتفت بابتسامتها البلهاء له تحاول جمع نفسها الذي بعثرها ذلك المنحرف والماكر وفور رحيله دفنت وجهها بين ثنايا كفيها تضحك وتزفر بتوتر شديد ! 
أثرت بالأخير الاستماع لعقلها واستدارت نحو الدرج حتى تصعد مرة أخرى لكن قبل أن تخطو فوق أول درجة توقفت قدمها بسبب صړاخ قلبها الذي ېعنفها بقوة فتنهدت مغلوبة وقررت تهدئة ذلك القلب حيث عادت من جديد تكمل نزولها الهاديء إلى الأسفل وسارت نحوه ثم جلست بجواره على الأريكة تهمس 
مالك 
عدل وضعية رأسه ونظر لها مبتسما على اهتمامها بأمره ثم غمغم 
مفيش حاجة مرهق شوية من الشغل 
مصمصت شفتيها بتردد قبل أن تهتف بحيرة 
يعني مفيش حاجة مضايقاك 
اتسعت ابتسامته أكثر ليجيب عليها بنظرة دافئة 
لا مفيش بتسألي ليه !
جلنار بخفوت 
اصل تقريبا كل يوم بشوفك قاعد كدا يأما هنا أو في الجنينة برا
أخذت نفسا عميقا قبل أن تستكمل بخنق ملحوظ 
يعني اقصد من وقت أخذ وعطاء واللي زي فريدة موجودين عشان ياخدوا
بس أما اللي زي بيعطوا وعمرهم ما خدوا حاجة
جعلته يلعن نفسه الف مرة في اللحظة قلبه ېتمزق أربا ما بين ألم الخېانة وبين ندمه وبغضه لنفسه اللعېنة على ما اقترفته في حق زهرته الجميلة ا 
تشعر أنها حقيقية 
من هنا ورايح مش هتدي تاني هتاخدي وبس وهفضل اعتذرلك واقولك سامحيني على كل حاجة فوقت متأخر ياجلنار ومش فارق معايا حاجة دلوقتي غيرك إنتي وبنتي مش مستعد اخسركم لأي سبب كان صدقيني بحمد ربنا إنه كشفلي حقيقتها وفوقني من اللي أنا فيه قبل ما اخسرك أنا آسف آسف آسف
منذ أن اقترب منها وطبع قبلته فوق جبهتها أغمضت عيناها ولم تفتحها تستمع لكلماته دون أن تراه وتشعر بأنفاسها الحارة تلفح صفحة وجهها لكنها فتحت عيناها مجبورة عندما سمعت كلمة آسف تخرج منه ببحة غريبة ورأت ما لم تتوقعه عندما تطلعت له عيناه تتلألأ فيها الدموع وينظر لها كطفل صغير طالبا العفو تعرف أن ما ستفعله الآن ستندم عليه بالصباح لأنها ضعفت أمامه حتى لو لمجرد دقائق لم تضعفها كلماته بقدر رؤية دموعه في عيناه لأول مرة 
اوعدك إنك هتشوفي عدنان مختلف من الليلة دي 
لا تنكر أنها كانت بحاجة لذلك العناق وتعترف أنها اشتاقت له بشدة رغم جميع محاولاتها الكاذبة في إظهار نفورها من لمسته واقترابه منها ويؤسفها أيضا الاعتراف بأنها حين تستيقظ في اليوم التالي ستعود لما كانت عليه فلن تمنحه ما يريد بسهولة لا مزيد من العطاء فقد حان دوره هو ليريها كيف سيعيطها كما قال 
في صباح اليوم التالي 
يجلس آدم وأسمهان حول مائدة الطعام يتناولون وجبتهم الصباحية كان هو يأكل بعجلة حتى لا يتأخر وعيناه تنظر كل لحظة والأخرى على أمه التي تعبث في صحنها دون أن تأكل والڠضب يعتلى ملامح وجهها فتوقف عن الأكل وهتف 
مالك ياماما 
نظرت
له أسمهان بعينان مليئة بالحقد والغل وهدرت ساخرة 
بقى على آخر الزمن هعتذر أنا من بنت نشأت !! 
ابتسم آدم وقال بتعجب 
هو عدنان طلب منك تعتذريلها ولا إيه ! 
أسمهان باستياء 
ده عمره ما عملها وطلب مني قبل كدا اعتذر من فريدة في حاجة دلوقتي بيهددني ويقولي لو أنا فارق معاكي هتعتذري منها اعتذر من دي !!!
ضحك آدم بصمت وقال بتأييد لأخيه 
الصراحة حتى أنا اندهشت بس مش من فكرة إنك تعتذري لا أن عدنان هو اللي طلب وأنا معاه بعد اللي عملتيه أقل حاجة تعمليها تعتذري من جلنار ياماما 
صړخت أسمهان بعصبية 
هو إنت هتعملي زيه كمان !!!! 
آدم ببرود أعصاب 
إنتي غلطتي ولازم تعترفي بكدا يا ماما في وسط الحالة اللي فيها ابنك وانتي عايز تخليه يشك إن حتى مراته التانية بټخونه كرهك لجلنار مخليكي مش شايفة حاجة قدامك حتى ابنك
ضړبت بقبضة يدها فوق سطح الطاولة وتهدر مشټعلة 
وكمان برن عليه من الصبح مش بيرد عليا 
غرس آدم الشوكة في قطعة الخيار وهو يبتسم ويرفعها لفمه ثم بخرج الشوكة ويضعها بجوار صحنه ليهب واقفا ويقول بخبث قاصدا كل حرف يتفوه به 
طبيعي ميردش عليكي أنا كلمته ورد عليا عادي وطالما قالك تعتذري منها يبقى كان جاد في كلامه وخصوصا إنه عمره ما طلب منك حاجة زي كدا فأنا برأى تروحي وتعتذري من جلنار يا ست الكل بدل ما تخسري عدنان بجد
ارتبكت وتوترت من كلماته وبالأخص الأخيرة هل حقا قد تخسر ابنها بسبب اعتذار على
خطأ اقترفته مستحيل أن تسمح لابنة الرازي بأن تنجح في هذا أيضا 
عقلها مشغول بالتفكير منذ الصباح في تصرفها بالأمس لم يكن عليها أن تضعف له لكنها انصاعت خلف صوت قلبها كالمتغيبة بالتأكيد سيظن أن بعد ما فعلته أنها سامحته ولكن هيهات فما حدث لم يكن سوى لحظة ضعف منها وقد عادت مرة أخرى لسابقها 
تجلس على الأريكة الهزازة بحديقة المنزل تمسك بكتاب تحاول القراءة ولكن عقلها لا يسمح لها !! وأمامها تلعب صغيرتها على العشب الأخضر تضع طاولة صغيرة ومقعد بلاستيك أمام الطاولة تجلس عليه وفوق الطاولة تضع العاب المطبخ البلاستيكية خاصتها وعلى الجانب الآخر دميتها المفضلة تلعب باندماج وسعادة لكن جلنار التفتت برأسها لليسار عندما رأت ابنتها تثب واقفة من مقعدها وتركض في ذلك الاتجاه صائحة 
جدو 
تطلعت جلنار لأبيها في جمود دون أن تلقى التحية
عليه حتى وتابعته وهو يتحدث مع هنا بحنو يهتف 
عاملة إيه يا أميرة جدو 
هنا بابتسامة تسرق القلب 
كويسة ياجدو 
نشأت بغمزة مشاكسة وحب 
جبتلك معايا لعبة حلوة أوي 
انتبهت ليده التي يخفيها عن انظارها خلف ظهره فوثبت فرحا وهتفت بحماس طفولي 
الله لعبة
أخرج يده من خلف ظهره لتظهر اللعبة عبارة عن دمية ضخمة وجميلة من إحدى أميرات أفلام الكرتون المشهورة
موضوعة داخل علبة كبيرة بالكاد تكفي حجمها جذبتها هنا من يد جدها وهي تصيح بدهشة وسعادة وسرعان ما ارتمت على جدها تعانقه بقوة وهو يضحك بحب ثم ابتعدت وهرولت ركضا تجاه أمها ترفع الدمية أمامها وتهتف 
بصي يامامي جدو جابلي إيه 
ابتسمت لها جلنار بحنان ومدت يدها تملس على شعرها وتتمتم بخفوت جميل 
جميلة ياحبيبتي قولي لجدو شكرا 
هنا بعفوية وحب طفولي صادق 
شكرا ياجدو إنت حبيبي 
عاملة إيه ياجلنار 
جلنار بجفاء دون أن تنظر له 
كويسة 
نشأت بنظرات راجية 
مش كفاية
بقى يابنتي إنتي عمرك ما كنتي قاسېة كدا ياجلنار
ردت عليه بعدم تأثر بكلامه 
عايز تيجي تشوف هنا وتقعد معاها أنا معنديش مشكلة بس متنتظرش مني إني اسامحك 
نشأت بجدية ونبرة صارمة 
انا جاي مخصوص النهارده عشان اتكلم مع عدنان هصلح الغلط اللي عملته وهخليه يطلقك لو هو ده اللي هيخيليكي تصفيلي وتسامحيني مستعد اعمله يابنتي
طالت النظر في وجهه أبيها بصمت فمن المفترض أن تسعد لكنها لم تفعل استمرت في التحديق به حتى اشاحت بوجهها وقالت باقتضاب 
عدنان
مش موجود راح الشغل
تنهد نشأت تنهيدة طويلة بيأس ثم قال في وعيد ابوي حاني وحقيقي 
كل اللي عايزاه ياجلنار هيتنفذ ياحبيبتي صدقيني وطالما مش مبسوطة معاه ومش بتحبيه هخليه يطلقك
لم تجيبه فقط استمرت في التحديق أمامها بشرود وتفكير وتتردد في أذنها كلمته مش بتحبيه ! لا لا هي
بالفعل لا تحبه ومايقوله عقلها هو الصحيح ! 
في تمام الساعة الثانية ظهرا 
كانت تقوم بمراجعة الدروس لصغيرتها يجلسون في غرفتها الصغيرة ويذاكرون بتركيز شديد حتى قطع عليهم عدنان اندماجهم عندما فتح الباب ودخل فهبت هنا واقفة وركضت نحو أبيها
ترتمي عليه بسعادة 
بابي حبيبي 
التقطها وحملها فوق ذراعيه يلثم وجنتيها باستمتاع ومداعبة هامسا 
إنتي حبيبتي اكتر 
اوووخ واحدة هنا كمان 
خرج صوت جلنار الحازم قليلا وهي تهتف 
يلا ياهنا عشان نخلص ياحبيبتي بابا موجود بعد ما نخلص اقعدي براحتك معاه
علق نظره على جلنار بتدقيق فمنذ أن استيقظ بالصباح قبل أن يغادر كانت تتجاهله وتعامله ببرود وحتى الآن تستمر في تجاهله لم يكن ينتظر منها مسامحة بعد تصرفها اللطيف في الأمس لكنه ظن أنها ستلين له قليلا واتضح العكس 
أصدر زفيرا طويلا بعدم حيلة ثم انزل صغيرته من فوق ذراعيه وهو يشير لها بعيناه أن تطيع كلام والدتها وتذهب لتكمل دورسها واقترب من جلنار بخطوات هادئة لينحنى عليها يمسك برأسها يلثم شعرها هي الأخرى بدفء مبتسما ثم ينتصب في وقفته ويستدير مغادرا الغرفة ويغلق الباب معه كما كان استمرت جلنار في التحديق على أثره ناحية الباب بشرود حتى انتشلتها هنا وهي تقول 
يلا يامامي 
عادت برأسها ناحية ابنتها واكملا معا من عند
 

تم نسخ الرابط