بقلم دينا الفخرانى
المحتويات
وأملت تغيظه
_ متقلقش هاخد التورته واوزعك انت على المعازيم
وهكذا أكملوا الحوار .. ما بين ضحك وعشق .. والقلوب تهفو ليوم اللقاء
فتح باب المنزل بهدؤ ليطالعه وجهها وقد انزوت على نفسها فى أحد أركان الأريكه كعادتها مؤخرا .. شارده .. زابله .. حزينه
_ هششش .. اهدى انا معاكى .. متبكيش
_ اختى كانت هنا
حاولت أن توارى دمعه فى عينيها .. فنكست رأسها پألم
رفع وجهها اليه ليقول وهو يمعن النظر فيه
_ يبقى .. كانت هنا
هزت رأسها أن نعم .. فضم قبضته اليه پغضب وهدر بضيق
قالت ببحة حزن
_ عاوزاك تكون مبسوط
_ وهى لما تضايقك طول الوقت .. يبقى كده بتفرحنى
_ هى معاها حق .. هى عاوزه تفرح بيك وتشوف ولادك .. بس انا ..
أوقفها ليكمل هو
_ انتى ايه يا ايمان .. حبيبتى هو مش احنا روحنا لأكتر من دكتور وكلهم قالوا ان مفيش مشكله عند حد فينا وان الحكايه .. حكاية وقت مش اكتر
_ خمس سنين متجوزين ولحد دلوقتى وقت يا ادهم ..يا ادهم انا تعبت انا نفسى اكون ام .. وانت كمان انا عارفه انك نفسك تكون اب انت كمان
لجأ للهدؤ فقال وهو ينظر أمامه ببرود
_ والله دى مشكلتك .. انا عن نفسى عندى طفله جميله وكتكوته ماليا عليا حياتى
قالت بغيظ
_ عارفاها دلوعتك الصغيره .. لوجى هانم
_ ازاى نسيتها .. صحيح يبقى انا كده عندى طفلتين
نظرت له پغضب وهى تشير له بإصبعها
_ اوعى تكون متجوز عليا
حاول إخفاء ضحكته ليقول وهو مازال على بروده
_ دا على اساس ان اللى يتجوزك يفكر يتجوز عليكى
حكت فروة رأسها ونظرت له بتفكير
_ طب مين بنتك التانيه دى
اعتدل ينظر لها بثبات
ظلت تفكر
_ دى فزوره دى ولا ايه .. ما تنجز يا عم انت وقول مين بنتك دى عشان اشوف اذا كنت ھقتلك ولا لا
_ والله مجنونه .. كل دا ومفهمتيش
التمعت عيناها لتقول
_ انا البنت اللى بتتكلم عنها
رد بسرعه
_ ان انا جعان
ضړبته فى كتفه بغيظ لتقول
_ طب مافيش اكل .. هه .. يالا
مثل الحزن كطفل صغير
_ يرضيكى انام جعان
نظرت له وقد رق قلبها
_ لا مايرضنيش .. هقوم احضرلك العشا
وعلى طاولة الطعام كان يعرض عليها دعوة زفاف وليد .. لتقول ببهجه
_ الله يعنى هنقعد هناك يومين .. وهشوف البنات صحباتى
أمسك يدها بحنان
_ كنت متأكد انك هتفرحى
ابتسمت بعشق ونظرت له ..
قبل أن تنطق ما اتى على بالها
_ طب وحسام
تظاهر بتناول الطعام
_ مش عارف اذا كان هيجى ولا لا
نظرت له بشك ليضحك قائلا
_ ما انا لو قولتلك .. هتقولى لسلمى .. انسى
فى نفس الوقت الذى أعطى فيه نور الدعوى لسهيله لتعترض قائله
_ لا انا مش هروح
جلس لجوارها وقد تمددت على الأريكه ببطنها المنتفخه ليقول بتساؤل
_ ليه مش عاوزه تروحى
_اروح فين يا نور ببطنى دى .. وبعدين انت نسيت انى على وش ولاده ... يعنى اروح الفرح واولد هناك
_ بلاش جو عائلة الحاج متولى دا .. الفرح مدته ساعتين اكيد يعنى مش هتسيبى اليوم كله وتولدى فى الساعتين دول
_ دا على اساس ان احنا هنروح ساعتين بس .. مش يومين زى ما بتقول وهنقعدهم هناك
_ انتى ليه محسسانى ان احنا رايحين موزمبيق .. دى المنصوره وبعدين عم وليد عنده فندق ومجهز لكل واحد فينا جناح خاص بيه
نظرت له وهى ترفع حاجبها
_ طب والولاد ..
_ مفيش مشكله لما ييجوا معانا
أمسكت بالطبق الذى بين يديها تأكل منه قائله
_ مش عارفه بقى يا نور .. شوف انت عاوز ايه
تمتم بين نفسه
_ لازم تقاوح .. طب ما كنتى قولتى من الأول مش عارفه
_ بتقول حاجه يا حبيبى
رد بسرعه
_ كنت بسأل فين الولاد يا حياتى
_ فى الأوضه مع جدهم
قبل رأسها وهو ينصرف قائلا
_ هروح اشوفهم .. عن اذنك
قالت وهو ينصرف
_ استنى .. خد الريموت وهاتلى قناة ست البيت خلينى اتعلم طابخه مفيده
ابتسم وهو يجلب لها ما تريد .. ملقيا نظره اخيره عليها .. ناظرا كيف تبدلت حبيبته فهى لم تعد تلك الفتاه الحالمه الرومانسيه اللطيفه أصبحت أخرى .. أم لطفلين والثالث فى الطريق .. تبدلت طباعها وتغير شكلها ولازال يعشقها
ولم يتغير من عشقه لها شئ .. دلف الى الحجره ليستقبله صغيراه التؤمان حازم و حمزه .. ركع أمامهما مداعبا ليهمس الصغير قائلا
_ بابى .. جدو .. روح .. وسيبنا
ابتسم له بحنان فصغيره حمزه لا يستطيع تكوين جمله الى الأن على النقيض من اخيه حازم .. وهذا فارق يساعده
بشده فى التمييز بينهما فهما متماثلان لحد كبير
تركه حازم راكضا نحو الجد .. ليقف قبالته نور قائلا
_ خلاص يا بابا .. انت ماشى
نظر له الأب بإبتسامه ودوده وهو يحمل الصغير بين يديه
_ خلاص يا بنى جهزت كل حاجه ..
حمل الحقيبه .. قائلا وهو يتجه للخارج
_ هحطهالك تحت فى العربيه .. ويلا عشان هوصلك بنفسى
خرج حاملا الحقائب .. من خلفه ابيه وقد تعلق بيديه الأطفال ليقول حازم
_ هو ليه جدو بيسيبنى ويمشى
حمزه مجيبا
_ روح .. بنته
حازم مفكرا
_ طب بابى ليه مش يروح معاه
حمزه معترضا
_ بابى .. سبنا.. لا
لعب الجد بشعرالصغير قبل أن يودعهم .. هم وسهيله التى قامت تتكئ على الحائط لتودعه قبل ذهابه .. نزل الابن معه والده وبعقل كل واحد منهم ذكريات كلما قرر النسيان هاجمته كعدو غليظ يأبى الإستسلام
يمر بداخل الأب ذكريات ولت .. فهو لا زال يذكر كيف عاقب ابنه الوحيد على خطأ لم يقصده .. عاقبه پقسوه دون ان يترك مجال للرحمه .. على الرغم من أنه دلل ابنته بشده فقد كان يرى فيها امها بجمالها .. لكنها قطعا لم تصبح مثلها
لقد كانت اخرى .. مسخ لا يدرى متى انجبه .. جل همها كان الأموال .. بريق الذهب لديها اقوى واشد من بريق العلاقات فلكم أذت وجرحت لتصل الى مبتغاها
وعندما علم هو بذلك لم يستطع ان يغض الطرف .. فقد علم بعد فوات الأوان ..
أما نور فأخذته ذاكرته لذلك اليوم .. الذى ركب سيارته متجها لبيت سهيله .. ليأتيه صوت اخته المستغيث ترجوه المساعده .. كاد يذهب لولا ذلك الإتصال الذى أجراه لحارس الفيلا خاصتهم يسأله عنها .. ليخبره أنها تجلس فى الحديقه ولا يحيط بها أى خطړ من أى نوع .. تسائل كثيرا عن الذى ودت فعله فى ذلك اليوم لكنه لم يجد له اجابه .. ولا حتى هى يمكنها اعطائه اجابه
فذلك المړض الذى أصابها فى الأعصاب تركها
متابعة القراءة