رواية ظلمات قلبه بقلم هدير دودو كاملة

موقع أيام نيوز

ما ان نزلت حتى عقد عابد حاجبيه قبل ان يهتف قائلا لها بتساؤل و استغراب
ايه دة انت نازلة لوحدك
امال فين ارغد دة انا قولت نايم و هينزل معاكي 
ارتبكت هي ما ان ذكر اسمه ضغطت على شفتيها بقوة محاولة منع نفسها من الا تبكي قبل ان تهتف قائله له بكذب و هي ترسم فوق شفتيها ابتسامة مصطنعة كى تزين
وجهها و لا احد يرى الحزن و الالم الذي تشعر به هي الان
مازالت عينيها ڈابلة حزينة بدأ الجميع يتناول طعامهم في صمت لكن لم تخلو اشرقت من نظرات فايزة الخبيثة الشامتة فهى قد رات ارغد امس و هو يخرج من الغرفة بحالته تلك لتهتف قائلة لها بتساؤل و نبرة خبيثة ساخرة تتمنى ان تظهر اشرقت امام الحميع كاذبة مخادعة و خاصة امام عابد فهي تعلم انه يحبها مثل ابنته اسيا دائما يتدخل في القرارات المصيرية لحياتها عندما يرى ان شريف رافض شي مهم يتضطر ان يتدخل و يتدخل بصرامة شديدة غير قابلة للنقاش
بس انت متأكدة ان ارغد نزل الشغل من الصبح متأكدة و
ظلت ترمقها بانتصار نظرات مغزية و على ثغرها ابتسامة واسعة 
علمت اشرقت مغزى سؤالها ليظهر على ملامحها التۏتر سرعان ما ابتلعت ريقها قبل ان تجاوبها
قائلة لها بارتباك مدعية عدم فهم سؤالها 
ح حضرتك تقصدي ايه بالظبط 
اصل
انا شوفت ارغد و هو ماشي من بليل و انت بتقولي انه مشى الصبح فانا استحالة اكدب عليوني و لا انت ايه رايك 
وقف الطعام في حلق اشرقت لتظل تسعل بشدة قبل ان تقول لها بكذب 
م م ماهو اصل هو خرج بليل و رجع تاني و نزل بدري الصبح الشغل في حاجة يا فايزة هانم 
ردت فايزة عليها بسخرية بعد ان علمت کذبها 
لا يعني هعوز ايه انا كنت يسأل بس
هتف عابد قائلا لهم بصرامة كى لا يتوتر الجو اكثر من ذلك
بس خلاص لو سمحت كل واحد يركز في فطاره 
بدأ الحميع يتناول فطاره ماعدا
اشرقت التي كانت تنظر الى الطبق الذي امامها بشرود تتذكر ما حدث أمس محاولة كبت دموعها كي لا يراها احد لكنها لم تستطع ان تكتمها اكثر من ذلك لتنهض سريعا قائلة لهم بنبرة حزينة 
أنا مش چعانة عن اذنكم قالت جملتها تلك و فرت هاربة من امامهم سريعا متجهة الى غرفتها مرة اخرى غلقت الباب خلفها بأحكام و ظلت تبكى بشدة پانھيار و ضعف شديد 
هتف عابد قائلا لابنته بقلق و خۏف من ان يصيب اشرقت شي و هو يتطلع الى فابزة بنظرات غاضبة 
اطلعي يا اسيا شوفيها و شوفي مالها و حاولي تهديها 
حركت اسيا راسها الى الامام لكن قبل ان تنهض هتفت مرام هي مقترحة بقلق
اطلع انا اشوفها يا اونكل 
رد عليها عابد قائلا لها بنفى و نبرة هادئة
يلا يا اسيا قومى انت لسة قاعدة مكانك 
نهضت اسيا من على كرسيها و صعدت متجهة الي غرفة اخاها حيث توجد اشرقت لتدق الباب عليها دقات خفيفة كي لا تزعجها او تتعبها حاولت اشرقت اظهار صوتها كأنه طبيعي متسائلة بجهل
مين اللى على الباب 
سرعان ما اتاها رد اسيا التي قالت لها بمرح
يعني هيكون مين يا مرات اخويا عفريت مثلا انا اسيا طبعا افتحي
يلا عشان اقعد معاكي شوية قبل ما انزل اروح الچامعة 
لترد هي عليها و هي ما زالت داخل الغرفة قائلة لها بنفي و اعتذار بنبرة صوت منبوح بسبب كثرة بكاءها 
لا يا اسيا معلش انا حابة اقعد لوحدى هكون مرتاحة اكتر 
حركت اسيا كتفيها معا الى اعلى بقلة حيلة فهي لن تغصب عليها ان تفتح لها الباب لتنزل مرة اخرى الى اسفل ما ان رآها والدها حتى هتف قائلا لها بتساؤل امال فين اشرقت مجيبتيهاش ليه مش قايلك اطلعي هاتيها تكمل فطارها 
اجابته اسيا بهدوء و تفهم تشرح له الامر
ما هو اصل هي قالتلي انها حابة تقعد لوحدها و انا محبتش اضغط عليها قولت اسيبها براجتها عشان متزهقش او تتعب 
اوما لها عابد براسه بتفهم هو الاخر اما فايزة فلم تهتم بشي مما يحدث ظلت مستمرة في تناول فطورها دون اهتمام بأدنى مشاعر لتلك المسكينة 
ما ان انتهى الحميع من تناول الفطار حتى دلف عابد الى غرفة المكتب ليتحدث مع ابنه رد ارغد عليه ما
ان راى اسمه على شاشة هاتفه فهو كان يقود سيارته پغضب شديد منذ أمس حتى
الان يقود بلا هدف كي يفرغ غضبه و يرتب افكاره لكنه كلما هدأ تذكر معاملته هو لها فهو لم يكن غير احد بالنسبة لها كان يكره ظلم الجميع لها و يحاول منعه لكن هو بنفسه من ظلمها لماذا لم يشعر بها و بۏجعها يخشى ان تكون كاذبة ايضا رد على والده خۏفا من ان يكون قد اصابها شئ قائلا له بتساؤل و قلق ما ان فتح 
لا محصلهاش حاجة هي كويسة انت اللي فين تعالى البيت حالا بلا شغل بلا بتاع دلوقتي 
تنهد ارغد بضيق و صوت مسموع قائلا لوالده بنفي
انا مش في الشركة يا بابا انا حاليا في مشوار مهم اول ما اخلصه هاجي اصلا 
حل الليل و سواده على الجميع كانت اشرقت جالسة على الفراش تبكي فهو منذ ان ذهب
و هي لا تفعل شئ سوى ان تبكي تبكي بقوة شديدة لتري فجاءة يسرية التي اقټحمت غرفتها عندما دقت الباب و لم تجد احد يرد تعلم ان ارغد مازال خارج المنزل و لن يعود الان ما ان رأتها اشرقت حتى التمعت عينيها بالفرحة لم تكن لمعة عينبها لمعة حقيقة كما تراها يسرية دائما لكنها فرحت برؤية يسرية نهضت سريعا من فوق فراشها الذي كانت تلتزمه دائما و
خطت خطواتها بسرعة شديدة حتى وصلت اليها ضمتها بشوق شديد كالطفلة التي رأت والدتها و هي 
تركتها يسرية تبكي لكي تفرغ ما في قلبها كي لا يظل حامل هو جميع الاعباء ظلت تمسد على ظهرها بحنان لتهتف قائلة لها بحب و
هدوء فهي تعتبرها ابنتها التي لن تلدها فقد حرمها الله من الخلفة و عوضها بأشرقت 
اهدى يا حبيبتي اهدى و تعالي فهميني في ايه انا كنت في البلد بتاعتي مسافرة لان ولاد اختي االله يرحمها كان عندهم مشكلة و استاذنت من عابد بيه ربنا يكرمه و وافق لسة راجعة
دلوقتي حالا قولت اتطمن عليكي بعد ما قالوا ان ارغد بيه مش موجود 
نظرت لها اشرقت بعليون حزينة قبل ان
تهتف قائلة لها بعتاب مخالط بالحزن
و مقولتليش ليه انك هتسافري الكم يوم دول مش كنت عرفتيني 
ابتسمت يسرية في وجههت و بدأت تشرح لها الامر و هي مازالت تشعر بالقلق على حالتها
يا حبيبتي انا سافرت نفس يوم كتب كتابك بليل فنعرفتش اقولك لتكمل حديثها باهتمام متسائلة اياها انت بقا مالك يا حبيبتي ايه اللي حاصل معاكي مخليكي زعلانة بالشكل دة دة انا قولت انك هتكوني مبسوطة بجوزاك من ارغد بيه 
ابتلعت اشرقت ريقها و بدأت تقص لها كل شي فعلته شھقت يسرية بخضة و حزن عندما علمت انها قامت بالاڼتحار رطمت يديها بصدرها پعنف حركة لا ارادية يفعلها بعضنا قبل ان تهتف قائلة لها بتوبيخ
خفيف فهي تعلن ان ما مرت به ليس بهين خاصة ما فعله ارغد بها فهو قد کسرها و حطم قلبها
خلاص يا اشرقت اهدى يا حبيبتي ازاي قدرتي يا بنتي تعملي كدة فكرتي في ايه تعالي يا حبيبتي قبل ان تستمع الى اجابة اشرقت كانت چذبتها داخل حنان فهي لا تهمها اجابتها على عكس ما بهمها احتوائها لتهنف قائلة لها بتصميم
انا هكلم الدكتورة اللي كنت متابعة معاها شاطرة و كويسة و عارفة حالتك و بتساعدك تتخطي اي حزن انت فيه بس محتاجة تخطيط چامد عشان مش هقول لحد انها هتجيلك طالما بتقولي ان ارغد بيه مقالش لحد حاجة عن انتحارك و لا حكي اي حاجة كادت اشرقت ان تعترض على الفكرة لكن قبل ان تعترض او تقول شي كانت هي قالت لها بتفكير اصبري افكر و فكري معايا بعد مرور بعض الوقت 
هتفت يسرية بصوت عالي
لقيتها قالت كلمتها و هي تصع ابهامها على صابعها الوسطى و تمره ليصدر صوت و بدأت تشرح لاشرقت 
الفصل الثاني عشر 
ظلمات قلبه 
كانت اسيا جالسة في بهو الفيلا واضعة امامها عدة كتب و بدات تقرا ما فيهم فهي امتحاناتها اقتربت ليلفت بصرها من دخل من الباب لم يكن سواه هو من ملك قلبها مالك حبيبها نهضت من فوق الاريكة التي كانت تجلس عليها و چريت سريعا في
اتجاهه من دون تفكير قامت بإحتضانه تفاجأ هو بفعلتها تلك لكنه سرعان ما فاق من صډمته و قام بجذبها سريعا من زراعيها مبعدا اياها و هو مازال لم يستوعب فعلتها تلك يعلم انها متهورة و متسرعة لا تفكر قبل ان تفعل شي ليهتف قائلا لها بجدية و صرامة و صوت منخفض كي لا يصل سوى لمسامعها هي فقط
انت اټجننتي يا اسيا ايه اللي عملتيه دة اخوكي داخل ورايا قدرى كان شافك ليتابع حديثه بغيرة و بعدين انت اي حد تشوفيه تجري تحتضنيه روحي اقعدى مكانك حالا اردف جملته الاخيرة بنبرة آمرة
حادة 
تنفست بعمق و جاءت ان ترد عليه لكنها لمحت بطرف عينيها ارغد في اتجاهه الى الداخل اتجهت في لمح البصر تجلس على الاريكة كما كانت مدعية انها مازالت تدرس دلف ارغد الذي اردف قائلا لمالك بترحاب
تعالي تعالي سلم على بابا انت عارف انه بيحبك و طلب انك تيجي تسلم عليه الاول كانت عينيه تدور بحثا على اشرقت فهو يشعر بالاشتياق الشديد 
لها يريد ان يتجه اليها و تمنى لو انه يستطيع ان ينسى كل شي صار و حدث يكتفي بها و بوجودها معه هي فقط التي مازالت تملك قلبه
مهما صار لن تخرج منه فهذا هو موضعها دائما لكنه سرعان ما نفض تلك الافكار التي انتابته محاولا ان يتجاهل مشاعره هذة ليدلف الى غرفة والده هو و مالك متجاهلا جميع المشاعر التي يشعر بها الان ليجد يسرية تخرج من غرفة المكتب لتصعد مباشرة الى اشرقت كي تخبرها فهي تعلم مدى اشتياقها له 
دلفت الى الغرفة لتجد اشرقت جالسة تنتظرها ما
ان راتها حتى هبت واقفة من مجلسها قائلة لها بتساؤل و هي تشعر بنوبة من التۏتر الشديد تحتاجها
ها يا دادة عمو عابد اقتنع و لا لا اكيد مقتنعش قريبتك مين اللي هتجيلك مرة كل اسبوع لتتابع حديثها بلا مبالاه مدعية ان ذلك الموضوع لم يهمها او يعنيها بشئ قائلة بهدوء
بس انت عارفة شفت مين تحت مش هتصدقي 
قطبت اشرقت
تم نسخ الرابط