عنيكى وطنى وعنوانى بقلم امل نصر
اصبحت امامهم فتابعت مازحة
اوعوا تقولولي انكم اټخانقتوا هنا فى المستشفىلأ عيب نفرج الناس علينا
تبسمت شروق للمداعبة اما فجر فقالت
كويس انك جيتي ياسحر اصل انا بصراحة مخڼوقة ونفسي ارغي معاكي وافك شوية
همت لتتكلم ولكنها صمتت متسمرة وهي ترى علاء وهو خارج مع شاكر من حجرة إبراهيم فقالت ذاهلة
قالت حانقة
حتى انتي كمان ياسحر
على طاولة مستديرة جلس الاثنان بداخل كافتيريا المشفى بناء على طلب علاء الذي تلعثمت الكلمات داخل فمه وهو يدعوا الله ان ينتهي من هذه المهمة الثقيلة
يابني ما تتكلم ساكت ليه انت مش قولت عايزني في موضوع مهم
أسف ياعم شاكر بس انا مكسوف صراحة
عشان الظرف يعني لكن اعمل إيه بقى في صاحبي اللى قصدني وشدد عليا عشان افاتحك
صاحبك مين وعايزك تفاتحني فى ايه
صاحبي سعد وهو قصدني فى موضوع نسب معاك
قاطعه شاكر قائلا ببساطة
قصده يعنى على فجر ومالك يابنى محرج ليه ما انا على طول الناس بتفاتحنى عنها
لا طبعا هو مايقصدتش فجر
امال هو قصده على مين معقولة يقصد شروق
اومأ برأسه وهو يتابع
انا عارف انه اكبر منها بيجى عشر سنين على الاقل بس هو انسان محترم وعشرة عمر و
صمت عن اكمال جملته وهو يرى شاكر الذي كان يضحك بدون سبب
هو انا قولت حاجة تضحك ياعم شاكر
معلش يابني ما تأخذنيش اصل شروق العريس التاني يتقدم لها فى نفس اليوم والعجيب بقى انه كمان من طرفك برضوا ويخصك
قطب سائلا بدهشة
تقصد بمين إنه من طرفي ويخصني
قال شاكر بابتسامة
يعني انت متعرفش ان والدك الحج ادهم المصري طلب إيد شروق النهاردة لحسين اخوك
وكأن دلوا من الماء البارد سقط على رأسه لم يعرف يرد على الرجل ولو ببنت شفاه فتابع شاكر
تصبب العرق فوق جبهته من هذا الموقف الحرج فسأله بتوتر
طب انت كده هاتوافق على مين فيهم ياعم شاكر
شوف يابنى انا هاعرض الموضوع على البنت وهي بقى اللي تقول رأيها ان كانت موافقة على واحد فيهم ولا هاترفض الاتنين
طبعا دا حقها أكيد
حينما
انهى مقابلته مع شاكر خرج سريعا من الكافتيريا وكأن الشياطين تلاحقه يريد الخروج من المشفى واستنشاق هواء طبيعي فطوال سنوات عمره التي تعدت الثانية والثلاثون لم يتعرض لمثل هذا الحرج كيف لأخيه ان يفعل هذا ويتقدم لخطبة الفتاة جارته دون حتى ان يخبره ولسخرية القدر يتم هذا الان بعد اظهار سعد صديقه نيته الواضحة للزواج بها فكيف يكون وضعه حينما تختار واحد منهم دون الاخر في اية جهة يقف الان
حاسب ياأخينا
خرجت بخشونة من أحد الأشخاص الذي كاد أن يصدم به تراجع فورا للرجل ليذهب من جواره استدرك نفسه وهم ليكمل طريقه ولكنه توقف مبهوتا لهذه الأعين المسلطة عليه وهو يقف أمامه بوسط الرواق بمسافة ليست بقريبة غير منتبه لحديث أحد الأشخاص بجواره ملامحه الإرستقراطية نحتت مع تطور سنوات عمره لتزيده وسامة و جاذبية أكثر يرتدي حلة رمادية وكأنه أحد المسؤلين بلمحة بسيطة شعر بحنين الصداقة القديمة ولكنه تذكر سريعا كيف انتهت إحتدت عيناه واشټعل صدره بغضبه القديم فتحرك سريعا يتخطاه حتى اصطدم به عن قصد حتى كاد الرجل ان يسقط لولا أنه تماسك ومع هذا لم يتكلم او يعترض حتى هتف الرجل الذي بجواره
دا اټجنن دا ولا إيه
اوقفه بأشارة بكفه ليصمت فسأله الرجل بفضول
انت تعرف الراجل دا ياعصام بيه
بلهجة الأمر قال
اسمع ياعزمي انا عايز ادخل حجرة الكاميرات دلوقتي حالا
قال الرجل بإذعان
تحت امرك ياباشا
خطت لداخل الغرفة نحو زوجها الجالس على الإريكة الاثيرة امام شاشة التلفاز يدعي المشاهدة ولكن ملامح وجهه المنغلقة تظهر عكس ذلك وهو يتلاعب بمسبحته بشرود حتى انها جلست بجواره ولم يشعر بها فتساءلت بصوت مسموع
اللي واخد عقلك ياحج يتهنا به !
أجفل من شروده فالتفلت اليها قائلا
نعم يا نيرمين عايزة إيه
بلهجتها الناعمة
يعني هاعوز ايه بس ياحج هو انت منقصني من أي شئ انا بس مستغربة يعنى سرحانك الكتير الأيام دي هو انت في مشكلة عندك في الشغل
قال بمغزى
وهي المشاكل انحصرت بس في الشغل يانيرمين والشخصية بقى مافيشولادي اللي انصرفوا عني وعاشوا حياتهم ولا مراتي اللى سابتني بعد العمر دا كله دا عادي بقى عندك
قالت بارتباك
لا طبعا انا مقصديش حاجة وحشة انت عارفني
من الأول انا راضية بقليلي ونفسي نبقى عيلة واحدة كمان بس هما بقى اللي رفضوا وبعدوا من نفسهم انا حتى ملحقتش اعمل مشاكل معاهم عشان تتحسب عليا
لكن تقول ايه بقى ولادك ودماغهم ناشفة زيك والست زهيرة بقى فدي خدت على الدلع والأنانية فشئ طبيعي ترفض اللى قبلت بيه ضرتها الصغيرة والغلبانة
انت غلبانة يانيرمين
قالت حانقة من سؤاله الساخر
انت قصدك ايه ياحج
مقصديش حاجة يابنت الناس عن اذنك بقى
قالها ونهض فتركها تنظر لأثره بغيظ
بداخل غرفته بشركة الأدهم للسياحة والسفر كان جالسا مع احد العملاء حينما أجفله شقيقة باقټحام الغرفة بوجهه الجامد دون استئذان وخلفه السكرتيرة تردد برجاء لمديرها
اسفة ياحسين بيه بس انا قولتلوا انتظر دقايق لكنه مرديش
اشار لسكريرته بالإنصراف وتقدم هو نحو أخيه مرحبا
دا ايه الزيارة الجميلة دي نورت المكتب يامعلم علاء
صافحه بجمود اثار استيائه وهو يخطوا لداخل الغرفة حتى جلس امام العميل الذي شعر بالحرج أيضا فنهض على الفور عن مقعده
طب عن إذنك بقى ياحسين بيه اكمل معاك في وقت تاني تشرفنا ياحضرت
اومأ علاء برأسه وتولى حسين مصاحبة الرجل حتى باب المكتب يحدثه بلطف واعتذار حتى خرج فصفق باب الغرفة خلفه ليلتفت الى أخيه قائلا بقلق
في ايه ياعلاء هو في حاجة حصلت
تلاعب قليلا بشاربه وهو ينظر إليه بغموض حتى جلس امامه فقال اخيرا
اطمن ياحسين باشا مافيش حاجة حصلت دا بس اخوك الغلبان جاي يستفسر منك عن حاجة كده
غلبان !
خرجت منه باستنكار قبل ان يتابع
هو في ايه بالظبط ياعلاء دي مش عوايدك يعنى تتكلم بالالغاز ماتقول اللى انت عايز تفتسر عنه يمكن افهم
قال مباشرة
اجيبلك من الاخر ياحسين بيه لما انت بتحب ابوك اوي كده ومكبره عشان تطلب إيد البنت طب حتى ادينى فكره بحكم اني جارها مش في الأصل اخوك
بنت مين انت قصدك شروق معقول
قالها باندهاش وعدم تصديق وتابع
يانهار ابيض هو بابا لحق يطلب إيدها
هتف عليه غاضبا
انت هاتستهبل عليا ياض يعني هو طلبها من غير ما يقولك
يابني افهم انا قولتلوا عن رغبتي للإرتباط بيها لكن مكنتش اعرف انه هايلحق بسرعة دي كدة يطلبها من والدها بس انت ايه اللي مزعلك
اللي مزعلني انك ماقولتليش وخليت منظري زي الزفت النهاردة لما والدها فاجأني وانا بافاتحه عن موضوع سعد
وماله سعد بشروق
تنهد بثقل وهو يمسح بكفيه على وجهه وأخيه يردد السؤال على اسماعه
مال سعد بشروق ياعلاء
كان عايز يتجوزها هو كمان
نعم !!
صاح عليه حازما
حقه ياحسين شاف البنت عجبته وطلب مني اشوف أهلها بحكم إني جارها عمل اللي انت ماعملت ماعملتوش
زفر حسين وهو يحاول التماسك أمام أخيه
ياعلاء كفاياك تقطيم فيا بقى انا ملحقتش افاتحك بحكم السفرية اللي جات فجأة وبعدها حاډثة إبراهيم أخوها وان كان على والدي فانا وربنا ما اعرف السبب اللي خلاه يجري بسرعة كدة ويطلب إيد البنت يمكن ماصدق بقى عشان يخلص مني ويخلاله الجو مع عروسته الجديدة
قال الاخيرة ممازحا جعلت طيف ابتسامة تغزوا ملامح اخيه الذي أكمل
أو يمكن عايز يقربك منه من تاني
ردد خلفه بتفكير
يمكن برضوا!
وعودة للمشفى وبداخل غرفة إبراهيم دلف شاكر بابتسامته المعهودة وهو يمشط الغرفة بعيناه
ايه ده هما خواتك مشيوا ياعم هيما ولا إيه
قالت سميرة التي كانت تنتهي من صلاتها وتهم لطوي سجادتها
بناتك ياخويا الاتنين خرجوا مع سحر يوصلوها لخارج المستشفى
جلس بجوار ابنه المصاپ وهو يقول
بنت حلال سحر دي وتستاهل كل خير أنا مش عارف بس إيه إللي أخرها من الجواز هي الرجالة عميت
رددت خلفه زوجته
لأ ياخويا ما عميتش دي البنات هي اللي بتدلع على كيفها ولا انت ناسي النسخة التانية منها معاك مقصوفة الرقبة فجر
تدخل إبراهيم
مالها فجر بس ياست ياماما ماهي زي الفل معانا هي لازم تتجوز يعني
شهقت سميره ضاحكة
ينيلك ياواض لهو انت مش عايز اختك تتجوز زي البنات ولا تشيل ولادها
لأ مش عايزها تتجوز
قال ابيه ايضا وهو يضحك
ېخرب عقلك ياابراهيم دا انت طالع حمش قوي على كده بس ياحبيبي البنت مالهاش غير بيت جوزها ومهما قعدت في بيت ابوها بيتها هو بيت جوزها في الاخر
تنهدت سميرة بصوت عالي قائلة
اه ياابو
فجر ياما نفسي اجوزها بقى وافرح بيها نفسي تعقل وتبطل جنان كمان لو توافق على المهندس ابن صاحبك ده وتفرح قلبي
سيبك بس من ابن صاحبي وركزي في اللي جاي ان شاء الله فجر هايجلها نصيبها وهاتفرحي بيها بس انتي قولي يارب انا دلوقتي فى بنتك الصغيرة
بنتي الصغيرة مالها ياراجل
ياولية افهمي بقى البت الصغيرة إتقدم لها اتنين النهاردة
فغرت فاهاها دهشة وقالت
هنا والاتنين النهاردة فى المستشفى!
تبسم شاكر فسبق إبراهيم والدته بالسؤال
هما مين يابابا فيهم حد نعرفه
هم شاكر ليجيب ولكن استوقفه طرق على باب الغرفة ليدلف بعدها رجل مهيب بحلته الرمادية ومعه الطبيب المعالج لإبراهيم الذي قال بابتسامة جميلة لإبراهيم
السلام عليكم عامل ايه النهاردة يابطل الباشا مدير المستشفى جاي بنفسه يشوفك النهاردة
نهض شاكر مرحبا بالرجل
اهلا ياباشا دي إيه المفاجأة الحلوة دي
سميرة ايضا
يااهلا مرحب بيك يا سعادة الباشا
تحدث هو بصوت رزين ولكن متردد
انا جيت النهاردة وعملت مرور على بعض الحالات اا انت كويس ياابراهيم الدكتور بتاعك طمني عليك
اجاب إبراهيم بروتينية
نحمد ربنا على كل حال
وكأنه يتفحصهم او يبحث عن إجابة ظل ينظر إليهم بأعين مشتتة وهو يستمع من الطبيب المعالج لإبراهيم وهو يصف حالته حتى دلفت الشقيقتان
السلام عليكم
ايه ده