مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز

بد من تجهيز الدوار استعدادا لتلك المناسبة الهامة. 
بدأت ملامح والدته بالعبوس و كأنها تذكرت شيئا سيئا ليهتف بها معتصم بقلق بعدما استشعر حزنها المفاجئ 
مالك يامايا!... انتي شربتي دوا الضغط النهاردة! 
أومأت و هي تقول بملامح واجمة 
مټخافيش يا ولدي... أني زينة. 
لاه يامايا... شكلك ميطمنش واصل. 
تطلعت إليه و قد غشت الدموع عينيها الأمر الذي جعل قلبه يكاد ينخلع من موضعه ثم قالت بصوت متحشرج 
كان بدي الخطوبة دي تكون خطوبتك انت... انت ولدي البكري و أول فرحتي.. كيف يعني الصغير يتچوز جبل الكبير.. اني مخبراش راسك اللي كيف الحديد دي عتلين ميتى يا معتصم. 
أغمض عينيه يهدئ من ضربات قلبه التي تسارعت من فرط القلق ثم أخذ نفسا عميقا بعدما رسم بسمة مصطنعة على شفاه ثم قال بمزاح 
يا ولية وجعتي جلبي في رچليا.. بس اكده!... بجى هو ده اللي خلى الهم يغير ملامحك الزينة دي! 
تطلعت إليه بحنق فهو دائما ما يقلل من أهمية ذلك الأمر فضحك اثر تلك النظرة المغتاظة ثم حاوط كتفيها بذراعه و هو يقول بنبرة مقنعة 
ياما انتي خابرة إني مفاضيشي للچواز و مسؤلياته... أني ملاحجش على المزارع و الاراضي و مشاكلها اهنيه دا غير مشاكل أهل البلد و الجعدات العرفية اللي كل يوم و التاني بنعملوها في المضيفة.. غير بجى شركتي و مصنعي اللي ف بحري... مين اللي هتحمل دي كله يامايا...
همت لتقاطعه بينما هو سبقها ليقول 
اني خابر ان دي مش حچة.. بس على الأجل استني هبابة يكون حمد اتچوز و اهو بدأ يشيل عني كتير في الشغل اهناك... يعني خلاص هانت يامايا. 
جففت عينيها ثم تحدثت بنبرة جاهدت أن تبدو صارمة 
هستنى هبابة يا معتصم... بس مش راح استنى كتير... نفسي أشيل ولدك جبل ما أجابل وچه كريم.. 
احتضنها بحب و هو يردد 
بعيد الشړ عنيكي يامايا.. و الله جريب(قريب)... جريب جوي يا تاچ راسي. 
وعدها و حينها تمثلت أمام عينيه صورة ريم و كأنها أتت لتقول له أنا قدرك فابتسم بحالمية شاردا بها و مازال يسند رأس أمه الى صدره.
بعد قليل ترك أمه و ذهب الى المزرعة حيث اللصان اللذان احتجزهما هناك... 
قام بجلدهما على ظهرهما العاريان بالسوط بقسۏة حتى أخذا يعتذران منه بتوسل و لكنه أبى أن يطلق سراحهما ثم تركهما مربوطي الأيدي و عاد مرة أخرى إلى الدوار ليجد ريم تجلس بمكانه بجوار أمه و مارتينا تجلس بكرسي قريب منهما. 
أقبل عليهم محاولا الحفاظ على صرامته أمامها فيبدو أنه قد فقد الكثير من هيبته أمامها بالأمس الأمر الذي أثار ضيقه البالغ.. 
بمجرد أن اقترب منهم هبت ريم واقفة لتقول برقة قبل أن يتفوه بأي شيئ 
معتصم بيه أنا متشكرة أوي على ضيافتك لينا و انك رجعتلنا الحاجات اللي اتسرقت مننا... بس بعد اذنك عايزة الموبايل بتاعي عشان أكلم أدهم عشان أعرفه اني راجعة القاهرة النهاردة. 
قطب جبينه باستنكار ثم سألها بثبات 
و مين جال انك هتعاودي القاهرة النهاردة! 
بدأت أعصابها تثور فيبدو أنه سيعاندها أو سيجبرها على أمرا لا تريده ثم صاحت بحدة طفيفة 
أنا اللي قولت..و افتكر قولتك امبارح اني مش هقعد في البلد دي تاني..
رد عليها بنفس نبرة صوتها 
و انا مجولتش انك هترچعي القاهرة... أنا استجبلتك اهنيه في الدوار لحد ما أرچعلك حجك.. و شغلك في الوحدة هتكمليه. 
مش من حقك تقرر اذا كنت أكمل شغلي ولا لأ. 
لا من حجي... أني كبير البلد دي.. و مفيش حاچة بتتم من غير موافجتي..
أنا لا يمكن ادخل المكان دا تاني...بعد اللي حصل مستحيل. 
معناته ايه الكلام ده!..مفيش مخلوج في البلد عرف باللي حوصل... و مش هسمحلك تشوهي شكلي وسط ناسي... انتي لو سيبتي الوحدة الكلام هيكتر في البلد.. عايزة تچرسيني وسطيهم!.. عايزاهم يجولو الكبير مجادرش يحمي ضيوفه!
ربعت ذراعيها أمام صدرها لتقول بنبرة ذات مغذى 
آاااه قول كدا بقى... انت كل اللي هامك شكلك و منظرك في البلد.. انما أنا عايزة ايه أو هكمل شغل ازاي في مكان مش حاسة فيه بالأمان دي مش مشكلتك... مش كدا! 
سكت معتصم يريد أن ينفي ما تقوله.. يريد أن يقر لها بأنه يخشى فقدانها... أنه سيفتقدها بعدما امتلكت قلبه... أنه سيشتاق لها ان ابتعدت عنه.... و لكن نهوض أمه من مكانها أنقذه.. فقد قامت تربت على كتف ريم تهدئها و هي تقول 
يا بتي احنا اتعودنا عليكي و فراجك يعز علينا.. و بعدين لو على الأمان معتصم هيأمن الوحدة و هيدج حديد على الشبابيك و الابواب و هيسيبلك هناك غفر يحرسوها كمان بالليل و بالنهار. 
همت لتعترض لكن مارتينا لم تعطيها الفرصة فقد أحبت وجودها معها في الوحدة لتقول باستعطاف 
خلاص بقى يا ريم... أنا واثقة و متأكدة ان اللي حصل دا مش هيتكرر تاني.. معتصم بيه قد الدنيا و استحالة يسمح بحاجة زي دي تتكرر... و بعدين انتي عايزة تمشي و تسيبي اختك الغلبانة لوحدها!
عبست ملامحها بضيق لتقول
مارتينا أدهم لو عرف اللي حصل استحالة يوافق اني أكمل هنا...هو أصلا من الأول مكانش راضي أستلم شغلي في الصعيد و كان بمعارفه قادر ينقلني في أي مكان أختاره بس أنا اللي أصريت أخوض التجربة...و يا ريتني كنت سمعت كلامه من الأول.
ضړبت ام معتصم على صدرها بخفة لتقول بعتاب
باه يا ضاكتورة...و هو احنا جصرنا وياكي يا بتي!..دا احنا الود ودنا نشولوكي فوج راسنا.
عادت لتقول باعتذار
لا طبعا يا حاجة انتو مقصرتوش أبدا..أنا بس خاېفة أخويا ياخد مني موقف لو عرف.
تدخل معتصم ليقول بنبرة قاطعة
مالكيشي صالح بخيك.. أني هكلمه اعتذرله عن اللي حوصل وياكي ليلة امبارح و متحمليشي هم حاچة واصل.
تنهدت ريم بقلة حيلة لتهز رأسها بإيماءة بسيطة كناية عن استسلامها لكلامهم فاتسعت بسمة الحاجة ام معتصم و كاد معتصم أن يبتسم فرحا بذلك و لكنه جاهد نفسه لاخفائها و تنهد بارتياح كبير و كأنه أنجز أحد أصعب مهماته... تلك العنيدة المتمردة يبدو أنها ستذيقه الويلات حتى يخضعها له.
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة الخامسة عشر
رغم نومه عند شروق الشمس الا أنه استيقظ باكرا في موعده المعتاد للذهاب الى مقر عمله بالعمليات الخاصة فحتما آسر لن يستطيع الحضور بعد تلك الليلة العسيرة التي مرت عليه أمس و بذلك فهو لا يتثنى له التغيب عن العمل.
استطاع أن يعد ملابسه الميري بصعوبة ثم ارتداها و هو يتحرك في الغرفة بهدوء حتى لا تستيقظ ندى فهي ايضا قد قضت ليلتها مستيقظة في انتظاره.
انتهى من تلك المهمة الشاقة ثم وقف أمام المرآة يمشط شعره و ينثر عطره النفاذ عليه بغزارة ثم تمم على سلاحھ و من ثم تحرك بخطى بطيئة ناحية حافة الفراش التي تنام عليها ثم برك على ركبتيه ليكون رأسه بمستوى رأسها و أخذ يمسد على شعرها و هو يتأملها بحالمية... ثم انحنى ليزيح غرتها الغزيرة عن جبينها و لثمه ببطئ فداعبت رائحته الذكية أنفها لتبتسم و هي بين الحلم و اليقظة و قامت بلف ذراعها حول رقبته و هي مغمضة العينين دفنت رأسها بالقرب من عنقه الذي يفوح منه عطره الذي يسكرها لتتنفسه باستمتاع و كان أدهم مستسلما لها تماما لتفعل به ما يحلو لها بقيا على ذلك الوضع ثوان قليلة ثم سرعان ما سكنت ندى تماما و ثقل ذراعها على رقبته فادرك أنها كانت تحلم أثناء نومها. 
لم يتحرك أدهم ايضا و ظل متسمرا هكذا يحاول السيطرة على ضربات قلبه المتسارعة اثر فعلتها المباغتة فاغمض عينيه يلملم شتات نفسه ثم تنهد بعمق و قام بابعاد ذراعها عن رقبته ليضعه بجوارها بهدوء ثم نهض و هو يخلل أصابعه بين خصلاته الطويلة كناية عن توتره... لم يرد بخياله أنه سيقع أسيرا لها بتلك السرعة.. لقد انقلب كيانه بالكامل منذ أعلنها لنفسه زوجة و كأن قلبه كان رهن اشارة منه ليقع بحبها... أحبها!... هل حقا هذا ما يسمونه الحب! 
لا يدري ماهية هذه المشاعر و كيف يكون الحب... حقا لا يدري.. 
انتعل حذائه الميري ثم خرج من الغرفة و بداخله ثورة من المشاعر و هو لا يريد أن ينجرف نحوها..
داخل مبنى العمليات الخاصة... 
دلف مكتبه لتقابله سحابة من الدخان ليتفاجأ بوجود آسر يجلس بالكرسي المقابل للمكتب بملامح بائسة و ېدخن السچائر بشراهة...
انت ايه اللي جابك يا آسر!..
وقف أمامه تماما ثم استرسل كلامه بحدة
انت رجعت تاني للهباب دا! 
نظر له بخواء ثم عاد يستكمل تدخين السېجارة فسحبها منه أدهم بحدة ثم ألقاها على الأرض ليطفئها بحذائه بينما آسر كان يتابعه بلامبالاة و كأنه مغيب أو بعالم آخر... 
جلس أدهم في الكرسي المقابل له ثم قال بعتاب 
بقى هو دا الدعاء اللي بتدعيهولها...فاكر ان السجاير هي اللي هتهون عليك فراقها!.. مالك يا آسر فوق كدا و سيبك من شغل الصياعة دا..
صاح بعبارته الأخيرة بحدة بالغة أجفل منها آسر ثم نهض بعصبية و هو يصيح بانفعال 
أصلك متحرقتش من الڼار اللي حرقتني.... أنا سايبهالك و ماشي يا عم الحكيم...
ثم غادر آسر تاركا صديقه ينظر في أثره بذهول... هل قسى عليه الى هذا الحد!.. هل حقا لا يشعر بالنيران المستعرة بصدره!..
تنهد أدهم بضيق ثم استغفر ربه و دعى لصديقه بالصبر فحتما مصابه جلل و يهذي بما لا يعي من فرط غرقه في دوامة الحزن.
بعدما قام بالإطلاع على بعض تقارير المأموريات الخاصة بعمله و بينما هو في خضم انشغاله أتاه اتصال هاتفي من شقيقته ريم و رغم كل ما به من زحام ابتسم بسعادة من مجرد رؤية اسمها يزين شاشة هاتفه.. 
ألو... حبيبي اللي واحشني و مش سائل فيا.. 
ضحكت ريم بملئ فمها و كانت آن ذاك تجلس الي جوار مارتينا بالمضيفة ثم قالت بدلال 
و مين اللي يسأل على التاني يا سعادة الباشا. 
الناس اللي رايقة زيك تسأل على الناس اللي محتاسة زيي.
ضحكت مرة أخرى ثم قالت بسخرية
اه رايقة اوي... ما انت لو تعرف اللي حصلي امبارح مكنتش قولت كدا.
سألها بقلق أثاره عبارتها 
خير يا بنتي ايه اللي حصل.. 
ابتلعت ريقها بصعوبة لتسرد له بنبرة متوترة ما حدث لها من سړقة باختصار شديد حتى لا تثير قلقه ثم أشادت له بموقف معتصم و ما فعله باللصوص و اعادته لمتعلقاتهم المسروقة و في النهاية قالت بنبرة يشوبها الحماس
بس يا سيدي...بس بصراحة معتصم بيه راجل ذوق اوي و استضافنا في المضيفة بتاعته و محافظ علينا و مصمم أكمل شغل في الوحدة كأن مفيش حاجة حصلت. 
سكت مليا يفكر بموقف ذلك الرجل ثم اردف بجدية 
أنا من الأول قايلك بلاش تبعدي عننا انتي اللي صممتي على رأيك... وادي النتيجة. 
ردت عليه باستعطاف 
دي مجرد حاډثة كانت ممكن تحصل في اي مكان يا دومي. 
طيب و ناوية على ايه! 
هكمل بقى و خلاص... معتصم بيه عين حراسة ع الوحدة.. يعني الدنيا بقت أمان.. هو بس كان عايز يكلمك يطمنك يعني ان مفيش حاجه هتحصل تاني. 
هز أدهم رأسه بملامح متجهمة ثم أضمر في نفسه أمرا ثم قال 
ماشي ابقي اديله رقمي.. 
اجابته ببسمة واسعة 
تمام يا حبيبي.. هسيبك بقى تكمل شغلك عشان معطلكش. 
تمام مع السلامة.. 
أغلق الهاتف و هو يتأفف بضيق ثم جلس مستندا بظهره الى ظهر الكرسي ممسكا بأحد أقلامه يطرق بها على سطح مكتبه و هو يفكر بشرود فيما قالته ريم ليحدث نفسه بخفوت 
معتصم بيه!... يا ترى حكايتك ايه و بتعمل كدا معاها ليه!.. مش مرتاحلك يا سي معتصم... بس هجيب قرارك.
أغلقت ريم المكالمة ثم خرجت تبحث عن معتصم لتطلب منه محادثة أخيها يستأذنه لبقائها بالبلدة فدلتها نعمة الخادمة على مكانه حيث استطبل الجياد في الجهة الخلفية للدوار.. 
في تلك الأثناء كان معتصم يقف بجوار مهرة صغيرة جذابة للغاية في مظهرها فقد فضل أن يختلي بنفسه بعيدا عن ضجيج الاحتفال بالدوار و عن أعين الناس بملابسه البيتية التي يفضلها دائما حيث كان يرتدي بنطال قطني أسود يأخذ شكل الساقين و يعلوه تيشيرت أسود أيضا و ينتعل حذاء رياضي من اللون الاسود فكان مظهره جذاب للغاية... من يراه لا يصدق أن هذا هو معتصم بيه كبير البلدة.. 
و كان يتمم على إجراءات خطبة أخيه عبر الهاتف أنهى لتوه مكالمة مع حمد يخبره فيها أنه قد اشترى الذهب و بصحبته شقيقته عائشة او عيشة كما يدعونها و زوجها هشام...
تنهد بتعب من كثرة المكالمات الهاتفية ثم أدار كامل انتباهه الي تلك المهرة الرقيقة التي تذكره في رقتها ب "ريم"..
أخذ يمسد على شعرها الناعم و هو يحدثها و كأنها تفهمه
قوليلي أسميكي ايه!..بجد محتار...الود ودي أسميكي على اسمها..ما انتي اصلك جميلة زيها بالظبط...بس خاېف اتفضح...
قال تلك الكلمة ثم ضحك و كأن تلك المهرة تضحك معه.....
في تلك الأثناء وجدته ريم لتراه من بعيد يقف أمام تلك المهرة الجميلة و لكن استرعى انتباهها تلك
الملابس التي تراه بها لأول مرة لدرجة أنها قد ظنت أنه ليس هو.. لولا أنها انهت مكالمة لتوها مع شقيقها لظنته هو أدهم شقيقها..أخذت تخطو نحوه بهدوء و كأنها تريد أن تستكشفه حتى سمعته يتحدث بلكنتها مثلها تماما...بحق الله هل هذا معتصم!
أقولك أنا تسميها ايه! 
الټفت على ذلك الصوت الذي يعرفه تمام المعرفة ليتطلع اليها بذهول...ترى منذ متى و هي واقفة هنا! 
أومأ دون ان يتحدث فقد اصبح في حيرة من أمره... أيحدثها بلكنته الصعيدية أم أنها سمعت لكنته القاهروية و انكشف الأمر.. 
اقتربت لتقف قبالته ثم أخذت تمسد على شعر المهرة و هي تقول بابتسامة جميلة 
سميها ريمان...انا بحب الاسم دا اوي.. 
رمقها بشبه ابتسامة و أيضا لم يتحدث فسألته بترقب 
ايه رأيك في الاسم دا! 
سكت مليا يفكر بأي طريقة سيتحدث معها و لكنه قال أخيرا 
جميل...عشان مشتق من اسمك. 
انفرج ثغرها بابتسامة واسعة لتقول بذهول 
أنا كنت عارفة انك بتتكلم زيي بس مكنتش متأكدة..كنت مفكرة اني كان بيتهيألي من حالة الصدمة اللي كنت فيها ساعة حاډثة السړقة..بس دلوقتي اتأكدت و على فكرة بقى سمعتك و انت بتكلم المهرة من شوية.
هز رأسه بايجاب و هو يتأملها بوله...كل مرة يراها فيها يتأكد أنه قد وقع بحبها..أن حبه لها يتحول الى عشق أو ربما هيام لا يدري..و لكنه حقا لا يريدها أن تتوقف عن الحديث...يستمتع كثيرا بسماع صوتها..طريقتها في
تم نسخ الرابط