بقلم دينا الفخرانى

موقع أيام نيوز


ولا زم اكون هناك 
تسائلت سهيله 
_ ضيوف مين دول 
تهكمت ايمان .. فلم يلحظها أحدهم 
_ جايلى عريس 
التمعت أعينهم بفرحه .. ونظروا لها بنظرات مليئه بالأسئله وقبل أن تنطق إحداهم .. كانت ايمان ترد على أسئلتهم 
_ قبل ما تسألوا .. معرفش عنه حاجه .. حتى اسمه معرفوش وكل حاجه هبقى احكيلكوا عليها .. ودلوقتى سلام 

غادرت ايمان فنظرت الفتاتان لبعضهم البعض لتقول سهيله 
_ كده مفضلش غيرنا احنا الاتنين 
رساله وصلت لسلمى تذكرها بأمر مفاجأة حسام .. فقالت بينما أنظارها معلقه برسالة حسام يخبرها أنه فى أسفل المطعم ينتظرها 
_ شكلك هتفضلى لوحدك عشان انا كمان ماشيه 
غادرت سلمى وظلت سهيله وحيده لتقول بحزن 
_ غادرنى الجميع وظللت وحيده .. اعمل ايه .. طبقين كشرى يا عم محمد يونسونى بدل ما انا قاعده كده 
وقف وليد بيده علبة الشيكولا يدق الباب برفق وهو يمنى نفسه بوقت سيقضيه فى مشاكسة حبيبه 
لتفتح له الباب وقد غطت وجهها بقناع شيكولا وارتدت بيجامه طفوليه وشعرها ملفوف بمنشفه فوق رأسها .. كان وليد مازال ينظر لهاتفه يتفقد شكله به فلم ينتبه للباب المفتوح وحبيبه التى تراقبه بضيق 
لم تتحمل حبيبه أكثر من ذلك فأخذت منه علبة الشيكولا بقوه لينتبه لها متفاجئا من منظرها 
_ اعوذ بالله من الخبث والخبائث .. ايه ده 
لم تمهله اكثر من ذلك فأمسكت الباب وبكل قوتها أغلقته فى وجهه ليصتدم الباب بأنفه مره ثانيه ..
_ انتى اتجننتى .. افتحى الباب 
بقوه أجابته 
_ يأ .. انا مش عاوزه اكيمك .. انا زعيانه منك . لأ... انا مش عاوزه اكلمك .. انا زعلانه منك 
ابتسم من طفولتها وأكمل 
_ طب بالنسبه للشيكولاته ايه .. ما انا اللى جايبها 
لترد بسرعه وتلقائيه 
_ ايوه .. ما انا زعيانه منك
.. مش من الشيكوياته . ايوه .. ما انا زعلانه منك .. مش من الشيكولاته 
لا زال يتذكر ذلك اليوم الذى غادر فيه مسافرا تاركا خلفه أب قد بلغ من الشيب ما بلغ وصديق كان يتخذه قدوه له 
سافر تاركا له مسئولية الإعتناء بوالده معطيا اياه نسخة المفتاح خاصته وبكلمات مازال يتذكرها 
_ خلى بالك من ابويا يا وليد .. المفتاح معاك .. كل يوم تروح تطمن عليه 
فى وسيله منه لمنعه قال 
_ ما تستنى انت وتاخد بالك منه
لكن الأخر كان قد حدد مصيره فقال بثقه وقد لمعت عيناه ببريق الهجر 
_ ماعدش ينفع خلينى امشى فى طريقى واشوف نهايته ايه .. على العموم المفتاح معاك .. واظن انك مش هتحتاجه بيت خالك محمد مفتوحلك فى اى وقت 
عاد من ذكرياته لأرض الواقع وهو يبتسم بإستهزاء 
_ اتقفل فى وشى يا صاحبى .. بس صدقنى هافتحه 
قبض على المفتاح بثقه .. ليديره فى الباب فينفتح بهدؤ .. دلف للداخل وأغلق الباب خلفه بنفس الهدؤ ليطالعه منظر حبيبه وقد أعطته
ظهرها وتستمع لأغانى قناة الأطفال المشهوره .. طيور الجنه .. وتغنى مردده 
_ شاوى شاوى .. ييا يا قمى .. ياعينى عاياستحمام باصابونه وايميه . شاور شاور .. يلا يا قمر .. يا عينى عالاستحمام بالصابونه والمايه 
استقلت السياره لجواره ليفاجأها بباقة ورد باللونين الأبيض والأحمر .. على رغم تفاجأها بذلك إلا أنها تعاملت مع الموضوع بتحفظ وكأنها تتعامل مع قنبله موقوته .. مازالت فى حيره بسببه 
زفر بضيق عند رؤيته لها تعامله بهذه الطريقه .. وكأنها حصنت نفسها بجدارا من ثلج فأخذت منه بعض البرود .. لكنه سيذيبه حتى يعود يرى الثقه والأمان فى نظراتها .. ويبتسم فى داخله عندما بسذاجه تحاول إنكار ذلك 
أوقف السياره أمام البيت .. يخبرها بالنزول .. وبنظاراتها تسائلت 
فأجابها بثقه 
_ جهزى نفسك .. عالساعه سته كده هاجى اخدك 
تظاهرت بالامبالاه وهى تنزل من السياره .. لتمتد يده يمسك بذراعها لتستدير له متسائله .. فتعلقت أنظاره بعينيها وهو يقول بثقه 
_ انسى العرض اللى انا عرضته بخصوص اننا نبقى صحاب .. انا غيرت رأيى وعندى فكره افضل 
كانت لا تزال على برودها حين قالت 
_ اللى هى 
ابتسم بعبث .. لتجعد وجهها فى علامه لرفضها تلك الحركه .. ولكنه تجاهلها ليكمل وهو يقول 
_ هتعرفى بالليل ..
أكملت وصلة برودها لتقول وهى تستدير لتخرج من السياره 
_ حتى لو مقولتش .. ما يهمنيش اعرف 
كز على أسنانه بغيظ .. حتى كادت تتحطم من أسلوبها 
_ طب انزلى بقى .. بدل ما اعمل تصرف ما يعجبكيش 
رمقته بهدؤ وأغلقت الباب خلفها .. فانطلق سريعا مخلفا ورائه قلبا ينتفض لا يدرى ماذا يفعل فأخذ البرود سبيلا ! 
كان ينتوى أن يجادلها .. يعرف أنها ستغضب مما حدث فيشتعل وجهها بحمرة الڠضب الذى يعشقها عليها .. وبعد عراك صغير بينهما يخبرها بحكايته مع أشرف .. لا يعرف لما لكنه لا يريد لشئ أن يشوه صورته أمامها 
رتب الكثير من الكلمات والكثير الكثير من الجمل وفى النهايه انهزمت جميعها أمام تجاهلها لما حدث وكأن شيئا لم يحدث على رغم غيظه من نظرات العتاب فى عينيها ورغبته فى تصحيحها لكنه لا يستطيع فعل ذلك وهو يرى صدها له 
وقف خلفها ينتظر رد فعلها عندما تستدير وتراه .. لكن تلك الصرخه الطفوليه التى أطلقتها بغته عندما رأته فاقت كل توقعاته فلم يتمالك ضحكاته وهى تنظر له والڠضب قد تطاير من عينيها 
خرج على أثر تلك الصرخه الحاج محمد بوقاره وإن كان صابه بعض الهلع .. وأيضا حنين التى ما ان رأت وليد حتى استدارت حيث اتت .. تضع حجابها على شعرها ووقفت حبيبه بين خالها ووليد ليتسائل الأول 
_ فى ايه .. ايه اللى حصل 
تبادل كلا منهما النظرات ليقول وليد بحرج 
_ تقريبا هى اتخضت لما فتحت الباب .. يمكن مكنتش تعرف انى معايا مفتاح 
أومأ الحاج محمد رأسه بتفهم .. وألقى نظره الى حبيبه يحذرها مما ترتديه وعندما لم تفهم تلك النظره قال بهدؤ 
_ ادخلى البسى حاجه 
رفع وليد نظره عنها .. فهو يعلم خاله جيدا أكثر ما يعنيه هو حرمات المنزل .. لكن حبيبه لم تبالى لذلك فقالت بغيظ 
_ يأ .. خييه يمشى . لأ .. خليه يمشى 
ابتسم وليد بمكر وهمس قريبا منها 
_ علفكره انا اللى كسبان من وقفتك دى ... مستمتع 
نظرت له پغضب .. وقالت وهى تغادر 
_ قييي ايأدب . قليل الأدب 
تابعها بنظراته بينما تغادر .. ليلمح يد خاله وقد امتدت أمامه ظنها للتحيه فمد يده يسلم عليه .. لكنه نفض يديه منه وهو يقول بنزق 
_ نسخة المفتاح اللى معاك 
أخرجها من جيبه و بهدؤ أعطاها له وهو يرافقه حتى يجلس جلس الرجال فأتت حنين بأكواب
فضلا عن وجهها الذى مازال المسک يلونه بالأسود .. جلست لجوارهم على ركبتها ارتكزت علبة الشيكولا تأكل منها بنهم شديد 
تحدث الخال موجها كلامه لوليد بعتاب 
_ مبتجيش يعنى من زمان 
ردت حبيبه نيابه عنه 
_ اه أصيه وااطى . اه أصله واطى 
نظر لها الجميع بتحذير لكى تصمت لكنها تجاهلت تلك النظرات وأكملت طعامها بهدؤ فعاد الجميع لحوارهم لتقول حنين 
_ أخبار البت سلمى وخالتو ايه 
ومره أخرى ترد حبيبه وهى تتذوق الطعم 
_ هما كويسين بس هو يخم . رخم 
عادت نظرات التحذير لها مره
 

تم نسخ الرابط