بقلم دينا الفخرانى

موقع أيام نيوز


له يشتاق اليها وهى بين ذراعيه 
دقت الطبول تعلن عن زفاف قلوب تلاقت بالعشق .. وتوحدت اليوم خطت بثوبها الأبيض .. وحجابها الأبيض كنجم مضئ وقع اليوم ليشع فى الأرض جمالا وبهاءا 
كانت جميله بحق .. وهو كالمأخوذ لم يستطع ان يبعد نظره عنها فهى قد تمكنت من قلبها حتى أصبحت تماما كذلك السائل الذى يسرى فى شرايينه .. هو اليوم موقن انه يستطيع الإستغناء عن ذلك السائل لكنه ابدا لن يستغنى عنها 

.. تجعل أزهار الجورى تتفتح على وجنتها بعدما سرت الحراره بهم .. سارا فى المدخل الزجاجى الذى أعدوها لهم ليراها حيثما نظر .. على الرغم من انهم لو فتحوا قلبه اليوم كانوا ليجدوها متربعه بالداخل .. فهو ليس بحاجه لأن يراها بعينيه .. فجوارحه بأكملها تعرفها وتناشدها بإستمرار
استيقظت وهى تشعر بثقل فى رأسها .. تلفتت حولها لتراه وقد جلس خلف عجلة القياده .. لم تستوعب مايحدث فى بادئ الأمر فأغمضت عينيها مره ثانيه .. لتستوعب فيما بعد اين هى 
انتفضت منتصب عودها تنظر له بدهشه 
_ احنا رايحين فين 
بهدؤ اجاب 
_ على البيت يا حياتى 
_ حسام انت اټجننت .. طب والفرح 
_ قولتلك مش هاحضره 
_ بس انا قولت انا عاوز احضر .. وبعدين دا فرح اخويا الوحيد ازاى تمنعنى من انى اروحه 
_ علفكره انا ممنعتكيش .. اخوكى بنفسه هو اللى قال انه ولا فارق معاه اى حد النهارده .. فقولت بدل ما تقعدى هناك رجل كنبه .. اخدك على بيتك افضل 
قالت بغيظ ممزوج بالڠضب 
_ والله انت بتستهبل يا حسام .. انا عاوزه احضر الفرح 
أوقفت لسانها فقد درت الأن ان صوتها قد علا عما يجب .. أو عما يحب هو .. ليوقف هو ايضا السياره ناظرا لها پغضب 
انزوت فى احد أركان السياره .. بينما هو يسأل 
_ كنتى بتقولى ايه 
ردت بسرعه 
_ كنت بقول انى مش عاوزه احضر الفرح .. وانك يعنى معاك حق فى اللى بتقوله وكده 
ضحك حتى بدت نواجزه قائلا بعدما انتهى 
_ عارفه ايه اكتر حاجه بتعجبنى فيكى 
اعتدلت قائله بزهو 
_ شجاعتى طبعا 
_ انتى هتقوليلى .. شوفتها كتير .. دا حتى بالأماره لما شوفتى القناص هيضربنى .. شجاعتك ظهرت قوى 
_ ايوا ما انا عارفه .. بس بزمتك مش فكرتى وشجاعتى دى هى اللى انقذتك 
_ طبعا .. انتى بتقولى ايه .. على الرغم من ان المشهد دا ممكن تشوفيه فى روايه او فيلم وتلاقى البطله رايحه تفادى البطل بروحها .. انما انتى حاجه كده مميزه .. جريتى دخلتى جوه وسبتينى 
ضحكت وأكملت 
_ الله انا كنت عاوزاك تتحرك من مكانك عشان الړصاصه مش تيجى فيك .. ولو كنت
جريت روحت عليك كانت الړصاصه صابتك قبل ما وصل انا ومكنتش هتتحرك برضو .. فقولت اجرى عكس الإتجاه واكيد انت هتيجى ورايا 
_ تصدقى ظلمتك .. طلعتى فعلا بتفكرى 
_ عشان تعرف بس انك ظالمنى 
أدار سيارته مره اخرى .. وتوجه بها ناحية البيت لتقول متزمره 
_ طب احنا هنروح البيت دلوقتى نعمل ايه .. خلينا روح الفرح 
قال بنصف عين 
_ فرح مين يا ماما .. مش فاضيين 
_ ليه ورانا ايه 
نظر امامه وقال بجديه 
_ عاوزين نخاوى ليان .. نجبلها اخ صغنون كده ولا حاجه 
تلقى كفها بين أنامله ليراقصها على نغم تلك الأغنيه الهادئه وهو غارق فى عينيها التى تحاول عبثا ان تخفيها عنه.. غابا فى عالم اخر نسيا فيه من موجود معهم فى القاعه 
أما بالنسبه للضيوف 
فعلى طاولة الأهالى الټفت العائلات سويا .. يتسامرون حول ذكريات كثيره .. ولوجود علاقات بين عائلة وليد وعائلة حبيبه .. اكتشفا بالفعل ان لديهم ذكريات مشتركه 
تذمر والد حبيبه
_ انا بزهق بسرعه من جو الحفلات دا على فكره 
ليوافقه عم وليد فى الرأى 
_ ومين سمعك .. انا كمان بزهق بسرعه 
تدخل الخال 
_ ايه رأيكوا نروح نكمل السهره فى أوضتى .. عندى طاوله وفيديوهات من بتاعة الأيام الحلوه دى .. بتاعة زمان والذكريات 
اعترض والد وليد
_ ونسيب الفرح كده .. واللى ييجى ميلاقيش حد يستقبله ..
عم حسام 
_ تقريبا كل الناس جات .. وبعدين انتوا مش عازمين كتير اصلا .. واللى جاى مش عاوز عزومه .. يالا يا راجل لمه زى دى مش بتتكرر كل يوم 
انصاع الجميع للفكره وغادروا سويا .. تبع خروجهم .. خروج أم وليد ووالدة حبيبه .. ليقفا عند البوفيه يتفقدوا البوفيه 
أما على الطاولات 
فكان كل ثنائى يلتف حول طاوله .. البادئين كانا ادهم وايمانوالذان كان الجو بالفعل مشحون بينهم 
ايمان بعصبيه 
_ مين البت الملزقه اللى كنت واقف معاها دى 
ادهم بتساؤل 
_ بنت مين 
انفعلت ايمان لتقول 
حاول التذكر ففشل ليقول 
_ لا مش فاكر اوصفيها تانى كده .. اصل باين عليها حلوه ازاى ماخدتش بالى منها دى 
انفعلت پغضب 
_ لا والله .. تحب اروح اجيبلك رقم تليفونها .. استنى كده اما اروح اسألها عليه بجد 
أمسك يدها وهو يبتسم بحب 
_ يا بنتى اهدى .. والله ما عارف انتى بتتكلمى عن مين اصلا 
_ يبقى من كترهم .. ايوا قول ان فيه فى حياتك كتير لدجة انك مش عارفهم من بعض 
ابتلع كلامها ليقول بعدها 
_ ايمان انتى عاوزه تتعركى .. قولى بقى انك عاوزه تتعركى .. طب بما انك عاوزاها نكد بقى يالا نقوم نكمل عركتنا
دى فوق 
رفضت بشده 
_ لا مش هنطلع فوق 
_ ليه بس .. مش انتى اللى عاوزه تتعاركى 
_ ما انا لو طلعت معاك فوق وبقينا لوحدنا هتثبتنى بكلمتين ومش هاعرف اتعارك .. ولا انكد عليك 
قام جاذبا اياها معه قائلا بتصميم 
_ لا ازاى يبقى نفسك فى النكد وما نكدش النهارده انتى تؤمرى بس 
غادرا سويا تبعهم نور وسهيله اللذان كانا يتابعا العروسان بإنسجام شديد .. يتذكروا لهم ذكريات كهذه .. قبل أن تتأوه سهيله .. ليقترب منها نور متسائلا بقلق 
_ فى ايه مالك 
قالت وهى تئن 
_ مش عارفه مالى بس تعبت شويه 
_ تعالى نطلع فوق 
غادرا ايضا فأتى الدور على سامح ورحمه .. اللذان جلسا على رؤسهم الطير بداخل كل منهما فكر يخشى اخبار الأخر به فهو يرفض تصديق انها من الممكن ان تكون تغيرت .. ان تكون قد تخلت عن غرورها ذاك فجأه 
وهى لن تقول لو مهما حدث .. فعليه هو ان يفهم دون اخباره .. تلك هى قوانينها وليس هناك سبيل لتغييرها 
امتدت يده سهوا لتلمس يدها .. وهى كأنما ظنته اشاره فأمسكت كفه بقوه 
على الرغم من انه لم يقصد ذلك .. لكنه بالفعل تفاجأ حينما فعلت ذلك .. نظر لها مذهولا 
_ دا معناه ايه 
ابتسمت بخجل ولم تجب 
قال برجاء 
_ ابوس ايدك قولى 
ومره اخرى قابل الخجل مع الصمت .. ليقول هو 
_ مش مهم تقولى انتى .. انا هخمن وانتى قولى ماشى ...
هزت رأسها بالقبول .. فقال وهو ينظر لها مباشره 
_ معناها فرصه تانيه ليا 
صححت ما قال .. فقالت هى 
_ فرصه تانيه لنا 
ابتسم بحب وقال 
_ كفايه حرف النون دا .. بالنسبه ليا دا كافى انه يثبتلى اننا خلاص كسبنا فى الفرصه التانيه 
نظرت له وقد ذاب الجليد فى عينيها وظهر عشق لطالما تمنى رؤيته من قبل فهل
 

تم نسخ الرابط