روايه مكتمله

موقع أيام نيوز


يا ساتر يارب مالك يا حاج 
أخذ الحاج محمود يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة وهو يشير لها بيده ويقول بصوت متقطع ه ه ھموت يا نجية 
أمسكت نجيه به وهي تقول من بين دموعها التي إنسابت بغزاره حزنا علي زوجها بعد الشړ عليك يا حاج محمود متقولش كده تعالي معايا يا حاج تعالي ... 
سار معها الحاج محمود وهو يستند عليها حتي وصلا إلي الفراش ومن ثم ساعدته نجيه علي النوم وجسده يرتعش وكأنه أصبح لوحا من الثلج وأخذت حبات العرق تنبع من جبينه بغزاره حتي لاحظت نجيه فأمسكت كف يده رأته كالثلج تماما إنتفضت ذعرا من هيئته وهي تري جسده يتشنج وكأنه بالفعل يصارع وقفت لثوان لا تعرف ماذا تفعل !! إقتربت وهي تهزه بيديها بقلق وخوف شديدين وقالت بتوجس يا حاج فيك ايه طمني اطلب الدكتور ولا إيه 

أخذ محمود زفيرا قويا بصوت عال مما جعلها تلطم علي صدرها وهي تنادي بأسماء أولادها ... يا أميره . يا أمل .. يا سالم 
أنتفض ثلاثتهم ونهضوا متجهين الي غرفة والديهم أسرعت أميره وهي تقول في ايه يا ماما بابا ماله 
نجية من بين دموعها مش عارفة يابنتي مش عارفة 
وبينما صدمت أمل وهي تري والدها يطلق أصوات غريبة عليهم ف لأول مرة يروه علي هذه الحالة ... 
تقلصت عضلات جسده أكثر وكأن الډم هرب منه وعيناه تنفتح ثم تنغلق ببطئ شديد ! وهو يحاول نطق الشهادة ولم يستطيع صوته يطلع بخفوت ليقول بتقطع آآ أش أش ه هد ثم يصمت وهو ينازع مع سكرات المۏت وكأن أنفاسه تنتزع منه نزعا فيعود يردد بصعوبة بالغة آآ أش أش ه هد آ آ 
صړخت أميرة عاليا وقد علمت أن آباها سوف يفارق الحياة لا محالة وقالت پذعرا ب بابا بيحتضر يا ماما بابا بېموت يا أمل 
لتصرخ أمل هي الأخري باكية لا لا بابا لا بابا 
وكذلك سالم الذي كان مذهولا ودموعه علي وجهه تتساقط بشده وهو ينادي علي والده الممدد علي الفراش لا حول له ولا قوه ! 
جلست نجية بجانب زوجها وهي تبكي ولكن محاولة التماسك وقالت حاج لا متسبناش ده احنا ملناش غيرك يا حاج 
صمتت لبرهه وهي تراه يحاول نطق الشهادة ولكنه عاجز فمسدت علي فروة رأسه وهي تردد له الشهادة عله يردد خلفها وظلت هكذا لعدة دقائق حتي نطقها بصعوبة بالغة ثم بعد ذلك تجمد جسده فجأه ووأخرج آخر نفس فيه ولم يستنشق نفس بعده فلقد خرجت الروح وصعدت إلي بارئها ليصبح چثة هامدة منغلقه العينين لم تصدق نجيه أن زوجها قد فارق .. فارق الحياة ولن يعود مرة ثانية لتطلق صړخة مداويه يكاد أن تهتز لها جدران المنزل بينما حضنت أمل إخواتها في آن واحد ليشهقوا ثلاثتهم باكين بمرارة فها هو الأب قد رحل ... رحل من كان سندا وأمان وحماية رحل الرجل الذي كان يفني حياته لأجلهم ويشقي ويسعي من أجل إسعادهم الآن رحل !
عاد مصطفي إلي المنزل بعد أن سار بسيارته ساعتان متواصلان ليخرج فيهما شحنة غضبه دلف إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وإتجه إلي غرفة النوم فلم يجد زوجته فأتجه إلي غرفة إبنته فوجدها جالسة علي الأريكه الصغيرة وقد غفيت وهي جالسة أمام إبنتها الغارقه في نومها تنهد مصطفي بعمق ثم إتجه إليها ليفيقها بهدوء وهو يقول اإيمان .. إيمان ! 
لم تجيب إيمان عليه وتصنعت النوم وما كان من مصطفي إلا أنه حملها برفق بين ذراعيه بعد أن إعتقد أنها نائمة وإتجه بها إلي غرفتهما وكاد أن يضعها علي الفراش ولكنه تفاجئ بها تتعلق في عنقه وتقول بدلال خليك شايلني شوية يا مصطفي عشان خاطري 
رفع مصطفي أحد حاجبيه وقال بجديه يعني كنتي عامله نفسك نايمه !! 
وهي تقول أعمل إيه ما أنت أكيد لسه زعلان فقولت أتدلع عليك عشان تصالحني 
أنزلها مصطفي لتقف علي قدميها وينظر إلي عينيها ايمان ملكيش كلام معايا من فضلك ياريت تخليكي في حالك ودلوقتي أنا عايزك تختاري بينا ! يا أنا يا شغلك يا ايمان !! 
أغلقت ايمان عينيها في ضيق ثم أعادت فتحها وهي تقول يا مصطفي ليه عايز تمحي وجودي و.... 
قاطعها مصطفي پحده وهو يقول كلمة واحدة يا ايمان ومعنديش غيرها 
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها رنين هاتفها لتقول باستغراب وهي تلتقطه من علي الكومود خير يارب يا تري مين الي بيتصل ! 
تسرب القلق إلي قلبها حين وجدت إسم أمل علي الشاشة فأجابت سريعا قائلة بقلق أمل في ايه أنتوا ك ...... 
لم تكمل جملتها حتي آتاها صوت شقيقتها الباكي وهي تقول ايمان بابا ماټ يا ايمان إلحقينا بابا ماټ 
تصلبت إيمان في وقفتها وقد إتسعت مقلتيها وهي تنظر إلي
زوجها بأعين دامعة ضائعة لينتابه مصطفي القلق وقال متساءلا بقلق في ايه يا ايمان مالك ! 
خرج صوتها كمن تحت صخرة كبيرة لتقول بصوت
 

تم نسخ الرابط