رواية رياح الألم ونسمات الحب لسهام صادق
المحتويات
ان تقف متزنه وسارت بخطي هادئة ناحية الباب وهي ترفع حجابها الملفوف حول رقبتها لتضعه علي شعرها ثانية وهي لا تعلم كيف أنساب من علي رأسها
فظلت تتأمله هنا حتي قالت بتعلثم انا هنا ليه وفين فارس
فنظر اليها محمود بقوه حتي قال فارس ماټ ارتحتي
سقطت بكامل ارضا وهي تصرخ قائله انت كداب فارس ممتش ثم اقتربت من قدميه وهي تزحف دكتور محمود انت ليه بتضحك عليا وجايبني هنا انت مش ديما بتقولي اني اختك الصغيره
ثم وقف وأدار رأسه ناحية باب الغرفه وهو
يقول محدش كان حاسس بيكي غيري ياهنا مكنتش قادر اشوفك وانتي علي صديق عمري فعلا اثرت فينا كلنا بس مش معقول انتي لسا لحد دلوقتي مش مصدقه اللي حصل
لتسقط تلك الكلمه علي مسمعها حتي نهضت وأقتربت منه بقوه انت كداب فارس ممتش انا مش فاكره حاجه من ديه خالص حصلت ثم بدأت تتذكر امر الرجلان فيتوقف عقلها عند ذلك المنديل
وبصوت قوي المنديل انا اخدت المنديل منه وبعدين محستش بحاجه ثم ابتعدت من امامه وذهبت ناحية الباب انا لازم امشي من هنا عشان اروح لفارس
يقولي سامحيني
وتحركت بضعف مره اخري من امامه كي تغادر تلك الغرفه ولكن ذراعيه القويه قد حملتها فظلت بقبضة يديها علي الصلب ليقول هو بصوت جامد انتي لازم يشوفك دكتور ياهنا
واغلق الباب خلفه لتقابله تلك المرأه صاحبه الشعر الأشقر والأعين الزرقاء وهي انت بارع يامحمود انا روز صدقت كلامك
فرفعها كي تقف علي قدميها ثم اجلسها بجانبه وهو يقول بحنان متقوليش سي منصور ديه تاني وقبل ان تتكلم هي ثانية وتخبره ان هذا كان امر ثريا
فنظر لها منصور بجمود متنطقيش اسمها قدامي ثم اخفض برأسه ارضا انا انكسرت ياسلمي بعد ما بقيت راضي بخلفة البنات اكتشفت ان ابويا كان عنده حق لما قال ان خلفتهم وهم
فظل منصور
فأبتسمت اليه سلمي بسعاده بعدما علمت برضاه لامر الله ليبتسم هو الاخر وبصوت حزين قال بعدما تذكر تلك الايه الكريمه
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
فأقتربت منه نسرين بدلع اكثر وهي تعبث في خصلات شعرها المصبوغ طب اكتبلي ارض الساحل بأسمي ياشوشتي
فضحك شوقي حتي ادمعت عيناه وكمان شوشتي لاء انا مبقتش حمل دلعك
فتأملت نسرين سكونه وهدوء تنفسه حتي قالت بقلق شوقي انت نمت زي كل يوم
ثم صړخت بقوة بعد ان حركت يديه شوقي !!
وهبطت دمعة مزيفه حالمه بذلك الميراث الذي ستأخذه اذا حقا قد ماټ هو
فنهضت سريعا من علي فراشها وخرجت من تلك الغرفه الحمراء بسبب لون الاباجوره وامسكت بهاتف فيلتها الواسعه وهي تطلب ذلك الرقم الذي حفظته عن ظهر قلب قائله الحقني يافاروق ابوك مش عارفه ماله
وقفت هنا امام ذلك الباب وهي تهتف بأي احد كي ينجدها لتسمع صوت احد الخدم يهدئونها حتي يعود سيدهم
فأبتعدت عن الباب بيأس وجلست اسفله واتكأت عليه وهي تتمتم بيأس انا مش مجنونه وفارس ممتش حتي الدكتور بېكذب عليا
فتتذكر نظرات ذلك الطبيب لها وهو يخبرها بأن كل الذي هي فيه امر مؤقت وسينتهي عندما تفيق من صډمتها ثم تذكرت نظرات تلك السيده التي كانت تقف بجانب محمود وتنظر اليها وكأن بينهم تحدي لا تعلمه حتي ادمعت عيناها التي لم تكف عن البكاء فأسبوعا قد قضته وهي تصرخ وتصرخ ولكن لا مجيب فنهضت حتي وقفت امام تلك الشرفه التي بغرفتها وتأملت منظر الجليد الذي يهطل بغزاره متأمله كل شئ من زجاج شرفتها التي بدونها لم كانت صدقت انها حقا ليست في بلدها ولكن سؤال واحد عجز عقلها علي ان يفسره لماذا هي الان
فنفتح باب الغرفه بهدوء ودخل محمود وخلفه الخادمه وهي تحمل تلك الصنيه الموضوع عليها الطعام وكوب العصير فوضعت الخادمه الطعام وانصرفت غالقه الغرفة خلفها
فركضت هنا كي تفتحه ليضحك محمود بضحكته التي قد اشمئزت منها ويقول ساخرا مش هاكلك مټخافيش ولو عايز ممكن اعملها ثم نظر الي بطنها قائلا انا حجزتلك عند دكتور شاطر هنا في لندن عشان تتابعي معاه
فأخفضت هنا برأسها ارضا وكأنها تفكر في شئ ستفعله حتي رفعت وجهها سريعا ممسكه بكوب العصير لتسكبه عليه قائله انت
مچنون ومريض فارس ممتش ياخدني انا ليه هو وبس
فنظر اليها محمود طويلا وهو يمسح ما اسكبته هي عليه
فسقطت دموعها وهي ترتجف من نظرات اعينه الشبيها بالصقر وابتعدت عنه پخوف حتي نظر اليها وغادر الغرفه وهو يظفر بضيق
فرفعت سميه بوجهها قليلا قائلة بلا مبالاه ياريت متفضلش باصص عليا كده كتير
فأبتسم هشام علي اقتضاب وجهها المصطنع قائلا مراتي وابص واتأمل فيها زي ما انا عايز غير ان صوتك عجبني اووي اشمعنا الدلع ده كله لورد ومافيش حاجه لأبو ورد الشقيان
فنظرت اليه سميه بسخريه غير مهتميه بحديثه
ليقف هشام پغضب عارف اني غلطان وغبي وخدعتك وفيا كل حاجه وحشه بس متفضليش تعامليني بالأستخفاف ده متنسيش اني جوزك ثم تحرك ناحية غرفته قائلا بضيق ومش عايز اتعشا
فأبتسمت سميه لما حققته ولكن قد دفعها سؤالا تعرف انه من المفترض ان لا تطرحه الان ولكن رغبتها في استمرار حديثها معه دفعها بأن تسأله
سميه لسا فارس مسافر
فألتف اليها هشام بضيق قائلا والهانم بتسأل علي صاحبي ليه
فأرتخي اقتضاب وجهه قليلا ليقول لو كان ينفع نسافر انا وانتي وورد ليها كنا سافرنا بس للأسف ان بقيت مسئول عن كل حاجه لحد مافارس يرجع ثم تذكر امر نيره نيره اخت فارس تعبانه اووي ودخلت في غيبوبه ربنا يشفيها
فنظرت اليه سميه بتأثر قائله ديه عندها طفل صغير صح طب مين اللي بياخد باله منه
فتأملها هشام طويلا حتي قال ضاحكا ايه كمان نجبلك فارس الصغير تربيه مع ورد ده انتي قربتي تجننيني ياسمسمتي من حنية قلبك ديه
فظهرت أبتسامه سريعه
متابعة القراءة