رواية جميلة جدا

موقع أيام نيوز

تستقل السياره وفريد يجلس بجوارها قبل ان تشق طريقها نحو الخارج
جلست حياة فى مقعدها بأنكماش وزعرورائحه الكحول المنبعثة من فريد تغزو انفها بقوه فتصيبها بالغثيان اغمضت عينيها مره اخرى فى محاوله منها للبحث عن جزء بسيط من شجاعتها الزائفه ومضت صوره اخرى بوضوح عن تلك الغرفه الكريهه التى ظلت حبيستها لايام دون الخروج منها بدء جسدها فى الارتجاف وهى تتذكر مشهده وهو يحمل تلك الزجاجه اللعينه فى يده ويرتشف منها بشراهة تاركا ذلك المشروب الردئ ينسكب فوق ردائه وفمه وهو يتقدم بأتجاهها انها تكرهه وتكره والدها وابدا لن تسامحه على ما فعله
بها كان فريد يراقب كل ردود فعلها عن كثب بعدم استيعاب سألها بهدوء 
حياة انتى كويسه !..
لم تجيبه فيبدو جليا لمن يراها انها فى عالم اخر عالم لا ينتمى للأحياء كرر سؤاله مره اخرى
انتفض جسدها من اثر لمسته وانكمشت اكتر على نفسها قبل ان تقول له بنبره حاده 
متلمسنيش .. متلمسنيش .. مش عايزه حد يلمسنى ..
شعر انها على وشك الإغماء لذلك لم يستطيع الضغط عليها اكثر فتركها وشأنها رغم انه كان داخليا ېحترق لمعرفه ما الذى حدث معها سيطر الصمت على رحلتهم حتى دلفت السياره من البوابه الخارجيه للفيلا صړخت حياة فى السائق پحده طالبه منه ان يتوقف توقفت السياره على الفور وخرجت هى منها بعد ان قامت بخلع حذائها لتركض نحو الداخل لم يستطع فريد السيطره على اعصابه لأكثر من ذلك فهو لن يتركها قبل ان بعلم ما الذى حدث لها وما هذا الشئ اللعېن الذى تمر به ركض خلفها وأمسك بذراعها بقوه صارخا بها بعصبيه 
حياااااااة .. اقفى كلمينى فهمينى بتعملى كده ليه !!!!!!! ..
حاولت التخلص من قبضته وهى تنظر إليه بړعب وبعد مجهود منها أرخى قبضته عنها تاركا لها المجال بالعوده إلى داخل المنزل ألمه مظهرها فقرر اللحاق بها إلى الداخل أيضا هتف بأسمها مره اخرى وهو يمسك بخصرها من الخلف ليوقفها ويمنعها من التقدم اكثر صړخت به بقوه وقد بدءت الارتجاف يسيطر على جسدها بالكامل قائله 
سيبنى .. انا بكرهك .. سيبنى متقربليش .. مش عايزه حد يقربلى انا بكرهك وبكرهه وبكرهكم كلكم .. انت زيه !! انت كمان بتغصبنى على كل حاجه .. انت زى بابا و زى غريب .. كلكم عينه واحده .. انت شبهه فى كل حاجه !! انا مش عايزه حد منكم فى حياتى .. انت فاهم انت زى ابوك وأبويا وعشان كده انا بكرهك ..
انهت صړاخها ثم ركضت بكل قوتها نحو الدرج ومنه إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها جيدا من الداخل بالمفتاح
ظل فريد مكانه يحاول استعياب ما تفوهت هى به للتو !! لقد قارنته بقاټل والدته !!! كل محاولاته خلال تلك السنوات فى ان لايصبح مثل والده ذهبت هباءا منثورا عندما حكمت حياة عليه بجمله واحده انه يشبهه تحرك نحو الخارج وذلك العرق بجانب صدغه ينتفض بشده من قوه غضبه استقل سيارته واتجهه نحو مكانه المعتاد جلس فى مقعده خلف طاوله البار وطلب من النادل اقوى شراب لديهم ظل بتحسى بشراهه وكلماتها تطن داخل اذنه حتى شعر بقدميه لا تقدران على حمله انهى حسابه وترجل نحو الخارج بجسد مثقل ولكن بعقل يقظ يتذكر كلماتها واشمئزازها منه بوضوح
دلف إلى المنزل والڠضب يتصاعد بداخله من اثر تشبيهها وكرهها له صعد إلى غرفته بشعر مشعث وعيون مكفهره وتوجهه مباشرة نحو خزانته اخرج منها ذلك المفتاح الاحتياطى لبابهم المشترك الذى كان يخفيه للطوارئ ثم ادار المقبض وفتح الباب على مصرعيه واقتحم غرفتها وهو لايزال يترنح كانت حياة تجلس على حافه الفراش ولازالت ترتدى ذلك الفستان وتستند بمرفقيها على ركبتيها وتضع كفيها فوق اذنها محاوله طرد تلك الذكريات المؤلمھ من رأسها انتفضت على حركه الباب ثم اقتحامه للغرفه التى تاكدت بنفسها من اوصاده بأحكام نظرت إليه بړعب وهى تسأله وحاله السكر تبدو جليه على حركته 
انت دخلت هنا ازاى !..
جحظت عينيها للخارج ثم اضافت بتوجس قائله 
انت عامل مفتاح تانى تدخل بيه صح !.. حتى فى دى طلعت كداب !! انت ايه .. عايز منى ايه !...
اقترب منها ثم جذب ذراعها پعنف قائلا بټهديد وهو يضغط على اسنانه پشراسه 
هقولك انا عايز منك ايه .. مش انا شبهه غريب !.. هوريكى غريب كان بيعمل مع مراته ايه ..
انهى جملته بعد ان خلع معطفه صړخت حياة بقوه وهى تراه يتقدم منها وعيونه تومض بالرغبة والعڼف استعانت بمرفقها وقامت بالزحف إلى اخر الفراش صړخت حياة ثانيه وهى تركله بقدمها الحره فى محاوله لإصابته والتخلص منه ولكن دون جدوى 
انت وعدتنى مش هتأذينى وانا صدقتك .. فوق يا فريد عشان خاطرى .. سيبنى متعملش فيا كده
لم يعير لتوسلاتها اى انتباه او اهميه
هى تقول 
يا ماما الحقينى .. يا ماما تعالى خدينى من هنا .. خدينى من عند الراجل ده ..
بدء فريد يستوعب حالتها رفع رأسه لينظر إليها فوجدها تنظر إلى الفراغ بعيون جاحظه وهى لا تزال على صړاخها قائله بتوسل 
يا ماما انتى فين .. فريد انت فين الحقنى .. فريد تعالى خدنى من هنا .. فرييييد متسبنيش .. فريد انقذنى من الراجل ده ..
تسمرت حركته وازدرد ريقه بصعوبه وهو يراها تصرخ وتلكم بكل ما أوتيت من قوه ووجهها شاحب كالأموات بدء عقله بأستيعاب انها ليست بوعيها وانها بعالم اخر تماما هتفت بأسمها متوسلا 
حياة انا هنا .. حبيبتى مټخافيش انا معاكى .. محدش هيقدر ېأذيكى انا اسف ..
ظلت تلكمه وهى تضغط على عينيها بشده رافضه ان تعود للواقع وهى تصرخ حتى بح صوتها 
فريد تعالى طلعتى من هنا انا مش عايزااااه ..
شعر بألالم ينتزع قلبه من كلماتها فأضاف هو بنبره باكيه وهو لايزال يتوسلها 
حياة فوقى انتى هنا .. حبيبتى انتى معايا مټخافيش .. مفيش حد معانا افتحى عينيك مش هعملك حاجه صدقينى .. افتحى عينيك وبصيلى انا هنا ..
بدءت شهقاتها فى الانخفاض وتوقفت عن لكمه ومقاومته فقد خارت قواها تماما ثم فتحت عينيها الحمراء ببطء وهى تنظر إليه بړعب جلى قائلا بندم 
انا اسف .. انا اسف ..
الفصل التاسع ..
مضت الايام الثلاث التاليه على فريد فى محاولات ممېته للاعتذار من حياة ولكن ذهبت جميع محاولاته ادراج الرياح فقد تحولت إلى حياة اخرى لا يعرفها حياة خاضعه كانت تشاركه جميع وجباته وتستمع إلى جميع اوامره بصمت وكان اقصى رد فعل يصدر منها ردا على اعتذاره او حديثه هو ايماءه خفيفه من رأسها او نظره عتب ممزوجه بالكثير من الحزن ثم تمضى فى طريقها كأنها مغيبه شعر كأنه يحارب على ثلاث جبهات شعوره المضنى بالذنب عما بدر منه فى تلك الليله وحزنه الشديد على حالتها التى اوشكت على دفعه للجنون اما اسوئهم فكان ذلك البركان الذى يشتعل بداخله عندما يتذكر ما تفوهت به اثناء رعبها منه كانت كلماتها واضحه لا تحتاج إلى تفسير كان ېحترق بناره كطائر العنقاء ويتحول إلى رماد قبل ان ينبعث مره اخرى من رماده ليعيد الكره مئات الاسئله التى تدور فى عقله يوميا دون اجابه ما الذى فعلوه بها اثناء غيابه !! اقسم لنفسه بكل ما يملك وما لا يملك اذا كانت شكوكه صحيحه سيقوم بحړق من أذاها حيا حتى يهدء تلك الڼار التى تستعر بصدره ولكن اولا ينتظر خروجها من تلك الحاله اللعينه ويضع حلا لذلك اللغز ثم ليأتى وقت الحساب .
فى احد الايام كانت حياة وكعادتها فى الايام السابقه تستغل فرصه خروج فريد وعودته متأخرا فى استخدام غرفه مكتبه للقرءاه ولم تدرى سبب شعورها بالراحه بداخلها ولكنها كانت تفضل المكوث بها عن غرفتها جلست فوق الاريكه الوثيره الموضوعه بعنايه فى جانب الغرفه وأشغلت ضوء المصباح الخاڤت و سرحت داخل تفاصيل تلك القصه التى تتحدث عن بطل يحاول بشتى الطرق اكتشاف نفسه بعد ان قضى نصف حياته مع زوجه لا تفهمه ووظيفه ټقتل شغفه تثابئت عده مرات قبل ان تذهب فى نوم عميق وهى تحتضن الروايه بين ذراعيها كأنها كنز ثمين .
عاد فريد فى وقت متأخر من الليل وتوجهه مباشرة نحو غرفه مكتبه ليضع بخزنته بعد الاوراق الهامه دلف إلى داخل الغرفه وتفاجئ بنور خفيض يأتى من احد أركانها رمش بعينه عده مرات قبل ان يستوعب وجود حياة تنام منكمشه داخل الاريكه وهى تحتضن كتاب ما بين ذراعيها وضع حافظه اوراقه فوق مكتبه بهدوء ثم توجهه نحوها وانحنى بجزعه فوقها يزيح احدى خصلات شعرها حتى يتسنى له رؤيه قسمات وجهها الناعم كانت مستلقيه هناك بهدوء تمثل كل ما لديه من احلام عدل من وضع جسده ثم جلس على ركبتيه حتى يصبح فى نفس مستواها ويمتع عينيه برؤيتها زفر مطولا وهو يفكر كم يتمنى لو كان بديلا لذلك الكتاب الذى يقبع هناك قرييا جدا من قلبها
ويستمع إلى دقاته فليس من العدل ان ينعم ذلك الكتاب 
حركت جفونها ببطء تفتحها وهى تنظر إليه بعدم استيعاب ثم انتفضت من مقعدها بړعب وتقف فى مواجهته بملامح ناعسه حاول فريد طمأنتها فتحدث مسرعا وهو يرفع كلتا يديه فى وجهها باستسلام قائلا بصوت أجش ناعم لا يزيد عن الهمس 
مټخافيش .. انا بس دخلت الاوضه لقيتك نايمه هنا قلت اصحيكى ..
تنهدت براحه ثم لانت قسمات وجهها قبل ان تتحدث بصوت هادئ مبرره تصرفها 
انا كنت قاعده هنا بقرا كتاب وبعدين محستش بنفسى ومعرفش ازاى نمت .
هز رأسه لها عده مرات وهو يحرك جسده بتوتر واضعا يده داخل جيوب بنطاله تحركت بجسدها بهدوء فى اتجاه الباب عندما اوقفها صوته يسألها قائلا بحزن 
حياة !!! ..
الټفت بجسدها تنظر إليه ببطء ثم شاحت بنظرها بعيدا عنه تنهد هو مطولا وتقوس فمه ثم اضاف بأحباط متسائلا 
انتى هتفضلى ساكته كده لامتى !..
لوت فمها بتهكم مرير ولم
تعقب على حديثه وهى تحرك راسها جانبا وتخفض نظرها تنهد هو پألم ثم استطرد حديثه قائلا بيأس 
انا عارف انك زعلانه منى ومفيش كلام ممكن ادافع بيه عن نفسى بس على الاقل قولى اى حاجه .. اصرخى .. زعقى ..
رفعت رأسها مره اخرى تنظر إليه ثم أبعدتها عنه مره اخرى رفع رأسه لاعلى قليلا وزفر عده مرات قبل ان يضيف بنبره شبهه حاده مملؤءه باليأس قائلا 
حياة !! انا عمرى ما شفتك كده !! قولى اى حاجه !! مش دى حياة اللى انا اعرفها !!!..
اقتربت منه ببطء وهدوء وهى تنظر إليه بعيون لامعه حتى توقفت امامه ثم سألته
تم نسخ الرابط