رواية جميلة جدا
المحتويات
السحاب ..
قالت نرمين بلهفه واضحه
طب وحياتك يا نجوى الحقينى بيها اصل انا على اخرى ..
اجابتها نحوى وهى تعبث بحقيقتها قبل ان تخرج لفافة صغيرة وتدسها فى كف يدها مغمغه بنبره خفيضه
خدى جربى البتاع ده وهتدعيلى ..
فتحته نيرمين تتفحصه بأصابع مرتجفه قبل ان تقول بأعتراض
ايه ده يا نجوى !! دى بودره !!..
بقولك ايه مش عايزاه هاتيه اضربه انا واريح دماغى يدل الدوشه دى ..
أطبقت إصابع نيرمين فوق الكيس تتمسك به بقوه مغمغه بلهفه واضحه
خلاص يا نوجه ميبقاش خلقك ضيق كده هاخده وامرى إلى الله ..
اومأت نجوى رأسها لها موافقه وابتسامتها تزداد اتساعا شيئا فشئ من نجاح مخططها ..
تجاوزت الساعه الثانيه صباحا ولم يغمض له جفن رغم ألمه وإرهاقه الذى كان يشعر به قبل اندساسها بجواره ومن قال انه يريد ان يغفو وتغفل عينيه عن رؤيتها بذلك الوضع متمسكه به وكأنه كل دنياها مد احد أصابعه يتلمس وجنتها وجفونها المنتفخه من شده الارهاق والقلق اغمض عينيه بقوه محاولا ايجاد سلامه الداخلى هل حقا يرى ما تومض به عينيها منذ استيقاظه ام ان كل ذلك من نسيج خيالاته !
فريد ..
أجابها متنهدا وقد اجتمع عشق العالم داخل قلبه
عيون فريد ..
لم يصدر منها اى رد فعل سوى انها اقتربت بجسدها اكثر تحتضنه اخفض وجهه قليلا ثم اقترب منها يقبل وجنتها وانفها وجفونها قبلات ناعمه خفيفه أوقفه طرق خفيف على الباب يتبعه دخول احدى الممرضات من اجل موعد الدواء توقفت متردده بخجل بسبب رؤيتها لحياة نائمه بجواره ولكن فريد أشار لها بالتقدم دون إحداث ضوضاء بالفعل تقدمت لإعطائه الدواء والاطمئنان عليه دون صوت يذكر ثم تسللت بهدوء مره اخرى للخارج لتتركه يعود إلى تأمله وافكاره
مش بقولك انتى بتستغلينى ..
اغمضت عينيها بقوه خجله من تهورها فلم تتوقع انه مستيقظا وخاصة مع ذلك الدواء الذى يأخذه سمعت صوت ابتسامته يأتيها بوضوح قبل ان يقول بهمس شديد مشاكسا
تمنت هامسه بخجل شديد وهى تخفى وجهها بصدره
فريييييد ..
اجابها بمرح محافظا على همسه
مفيش فريد .. انا عايز صباح الخير الاول ..
رفعت رأسه تنظر إليه قائله بجديه
صباح الخير ..
رفع حاجبه ينظر لها بدهشه قبل ان يتشدق بتذمر
ايه دى !! مش هى صباح الخير اللى عايزها .. يلا خلصى ..
انت تعبان على فكره ولازم متتحركش عشان الچرح ..
جاوبها بخبث وهو ينظر نحو شفتيها
مانتى لو قربتى منى مش هتعب ..
حركت رأسها رافضه قائله اسمه بسماجه لتستفزه
فريييد ..
عقد حاجبيه متسائلا بتفكير
انتى قلتى اسمى كام مره وانا مش فايق ..
اندفعت تجاوبه دون تفكير
شهقت بفزع وهى تدرك مقصده فسارعت تقول مصححه
ولا مره .. مقلتش اى حاجه خالص ..
حرك رأسه له بتوعد مغمغا ومتصنعا الضيق
ماشى تمام .. انا هفكرك ..
حرك رأسه مقتربا منها فسارعت هى بأبعاد جسدها عنه تأوه بصوت مسموع وتشنجت ملامحه وهو يعود ليرتمى بجسده ورأسه فوق الوساده مره اخرى مغمضا عينيه متظاهرا بالالم تمتمت بلهفه وهى تقترب منه وتتلمس بكفها موضع اصابته قائله پذعر حقيقى
فريد فى حاجه حصلت .. انا اسفه والله مكنتش اقصد ..
انا اسفه وغبيه ومكنتش اقصد انى اتعب.....
انت بتستهبل صح ..
انا اسف ..
لم تعقب بل ظلت تنظر إليه پخوف وضيق وهو يعبث بأحدى خصلات شعرها الشارده ثم تحولت نظرتها لارتياح مع لمسته قبل ان تقترب هى منه وتقوم بطبع قبله حانيه فوق شفتيه انتهز فيها قربها ولم يسمح لها بالابتعاد بعدها .
ابتعد عنها بعد قليل وهو يلهث من فرط مشاعره فتحت فمها لتتحدث ولكن اوقفها طرقه الباب التى جعلتها تنتفض من فرق الفراش مبتعده عنه وهى تغمغم بخجل اثناء ركضها نحو المرحاض
تيتا سعاد ..
اتسعت ابتسامته من مظهرها المضطرب وهو يقول بلامبالاه
ايه المشكله تيتا !! هو انتى مش مراتى ولا انا متجوزك تخليص حق !!..
دلفت الجده سعاد للداخل بعدما سمح لها بالدخول وهى تحييه بمرح قائله بحب شديد
الحمدلله والله اكبر .. زى الفل .. الحمدلله انى اطمنت عليك ..
انهت جملتها ومالت بجذعها تطبع قبله حانيه فوق جبهته استقبلها فريد بأخرى خاطفه فوق وجنتها تسمرت الجده فى مكانها وقد فاجئها رد فعله فتلك هى مرته الاولى التى يظهر بها عاطفته نحوها ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها وربتت بيدها فوق كتفه بحنو بالغ خرجت حياة من الحمام بعدما استعادت وعيها وجزء من هدوئها فى نفس الوقت الذى اندفعت فيه نجوى لداخل الغرفه قائله بأهتمام مبالغ فيه وهى تتحرك فى اتجاه فريد
فريد .. الف حمدلله على سلامتك .. انت مش متخيل كنت ھموت من القلق عليك ازاى .. خصوصا واونكل قالى الزياره ممنوعه ..
هرولت حياة هى الاخرى فى اتجاهه تضع ذراعها حاجزا بينهم وقد توقعت ما تنتوى نجوى على فعله خاصة وهى تميل بجذعها نحوه قائله بجمود شديد
معلش الدكتور مانع اى حد يقرب منه .. حتى السلام ممنوع ..
حركت رأسها تنظر نحوه بتحذير قائله بأستفهام
مش كده يا فريد ..
عقد حاجبيه معا بعبوس مصطنع وهو يومأ لها برأسه موافقا قبل ان يقول نبره غايه ف الجديه
اه خالص ممنوع اى حد يقرب منى حتى حياة ..
ضغطت حياة فوق شفتيها محاوله اخفاء ابتسامتها خاصه وهو يغمز لها بعينيه فى الخفاء دون ان يراه احد .
اثناء زياره نجوى القصيره حبست حياة انفاسها متوقعه صدور اى فعل منها قد يثير اعصابها ولكن للحق لم يسمح لها فريد بمضايقتها بأى شكل من الاشكال حتى هى تعمدت الجلوس بجواره فوق الفراش وهى تحتضن يده بتحدى وتملك واضح رافضه التحرك من جواره لاى سبب كان حتى تخرج نجوى اولا وبعد حوالى ساعه تنفست حياة الصعداء عندنا تبرعت جدته لتوديعها حتى باب المشفى
بعد خروجها رمقها فريد بأبتسامه واسعه بادلته إياها بأخرى غاضبه وهى تغمغم بضيق
البنى ادمه بتتعبلى اعصابى هروح اجيب حاجه أشربها واصلى وارجعلك .. ماشى ..
اومأ لها فريد برأسه موافقا والاستماع يلمع داخل عينيه بوضوح فهى حتى لا تحاول مداراه غيرتها عنه هبطت حياة للأسفل حيث الكافتيريا وفى ذلك الوقت تحديدا دلف وائل الجنيدى ابن شقيق منصور الجنيدى لغرفه فريد تأهب فريد واعتدل فى جلسته وهو يستقبل ضيفه بتأهب شديد ابتسم وائل على الفور مبررا زيارته ليقول
متقلقش يا فريد بيه .. صدقنى الزياره دى بس عشان اطمن عليك لا اكتر ولا اقل .. وعشان حابب ابلغك حاجه كمان .. انى مش موافق ولا قابل كل اللى بيحصل بين عمى وبينك .. واتمنى تكون العلاقه بينا مختلفه ..
ارتخت ملامح وجهه فريد وعضلات جسده قليلا ولكنه لم يتخلى عن حذره ولن يفعل فى القريب .
انتهت زياره وائل الجنيدى القصيره بعوده الجده سعاد ووصول غريب رسلان لغرفه ابنه ودعه فريد بجمود شديد ولم يبادله غريب تحيته بل ظل وجهه متجهما حتى انصرف من الغرفه بأكملها ثم اندفع يسأل فريد بفضول
شديد عن سبب زيارته الغير متوقعه ولكن هيهات ان يفصح فريد عن اى شئ يخصه وخاصة لوالده .
اثناء وصول حياة لبدايه الممر المؤدى لغرفه فريد وبسبب انشغالها بالتركيز فى كوب القهوه الساخن الذى تحمله اصطدمت بجسد ما صلب جعلها تترنح وكوب القهوه بيدها اندفع وائل الجنيدى يسألها بلهفه
انا اسف ماخدتش بالى كنت مركز مع التليفون .. حصلك حاجه !..
رفعت حياة رأسها تنظر إليه وهى تغمغم بأبتسامه باهته
محصلش حاجه انا كمان ماخدتش بالى ومكنتش مركزه ..عن اذنك ..
لم يستمع وائل إلى ما تبقى من حديثها فبمجرد رفع عينيها نحوه تشتت انتباهه وتسمرت نظرته فوق تلك الحوريه بعيونها التى تشبهه قطعه من الليل بنجومه المتلألئة ونظرتها الهائمه التى تأسر كل من يراها على الفور غافلا عن ذلك المحبس الذى يزين يدها اليسرى ظل ينظر فى آثرها حتى اختفت عن ناظريه وهو يحك فروه رأسه بيده ويبتسم ببلاهه متمتا بأعجاب
ياترى اسمك ايه .. المفروض يسموكى ريم ..
انهى جملته وهو يتحرك هو الاخر نحو المصعد قبل ان بختفى بداخله متمنيا رؤيتها مره اخرى .
انقضت الايام التالييه على عائله رسلان بهدوء ففريد بدء يتماثل الشفاء بشكل سريع حتى انه اصر على الخروج من المشفى والعوده لمنزله غير عابئا بتوسلات كلا حياة وجدته والطبيب المعالج بالمكوث اكثر حتى يتماثل الشفاء تماما لم تثنيه عن قراره وبالفعل عاد للمنزل بعدها اما عن امور الشركه فقد تولاها غريب كاملة حتى يعود وريثه ويباشر مهامه مره اخرى وكان يبعث له كل مساء بكافه الاوراق والمستندات حتى يراجعها وبعيد
تدقيقها والنظر فيها وتوقيعها وبالنسبه لجيهان فقد كانت غارقه فى تخبطها ورعبها وتخطيطها مع منصور الذى شعر بالخطړ المحدق بسبب فشل مخططه فى إنهاء حياة غريمه غافله عن ابنتها التى كانت تتسلل كل مساء من اجل الحصول على جرعتها من ذلك الديلر الذى أوقعتها نجوى فى طريقه اما عن حياة فلم تبارح مكانها بجواره مطلقا وكانت تهتم بكل تفصيله خاصه به بدايه من طعامه الذى تولت مهمه اعداده بنفسها ومواعيد دوائه التى كانت تحرص على اعطائها له بيدها وفى المساء كانت تندنس بجواره وتساعده فى مراجعه الاوراق الحسابيه ويقوم هو بشرح باقى البنود لها قبل ان تغفى هى بين ذراعيه ليلا وتستيقظ على قبلاته صباحا .
وأخيرا جدته السيده سعاد عادت إلى منزلها بعدما قالت لحياة مشجعه
انا دلوقتى بس اقدر امشى وعارفه ان ابن بنتى فى ايد امينه .. عارفه لو كانت رحاب عايشه مكنتش هتعمل اكتر من اللى انتى عملتيه معاه .. ايوه متستغربيش .. انا فى الاول كنت فاكره ان حب فريد اكبر من حبك ليه مع انى كنت شايفاه فى عنيكى رغم محاولتك انك تخبيه .. بس دلوقتى عرفت واتاكدت انك تستاهلى حبه ليكى واكتر .. قلب فربد امانه فى رقبتك يا حياة .. حاولى تشفيه من كل اللى عاناه ومر بيه .. وحاجه اخيره .. متنسيش انك فرصته الوحيده عشان تصالحيه على حياته وبالأخص ماضيه .. رجعيه فريد بتاع زمان واوعى تيأسى ولا تقولى مش هيتغير عشان
متابعة القراءة