رواية جميلة جدا

موقع أيام نيوز

العام خطى فريد داخل احدى العنابر المحجوزة بها نجوى بخطوات ثابته دلف الغرفه وتوقف امامها يتأملها وهى غافيه بضعف فوق احد الافرشه القذره فى غرفه تملئها رائحه الرطوبه والعفن ويتشاركها معها عدد من المرضى الاخريين انحنى بجزعه فوقها ثم همس اسمها بنبره خفيضه لايفاظها فألتفت برأسها تنظر نحوه فى الحال فيبدو انها لم تكن غافيه من الاساس او ربما هذا ما خيل إليه حدجها بعده نظرات محتقره يتأمل كل ما وصلت إليه خاصة وهى تهتف اسمه بعدم تصديق كأنه طوق نجاتها 
فريد !! ..
هز فريد رأسه موافقا ثم قال بشماته 
ايوه فريد اللى اتبليتى عليه وزورتى صوره وامضته عشان تخربى بيته .. ايه رأيك وانتى مرميه كده وسط الزباله من غير حد يسأل عليكى .. جربتى احساس حياة اللى كنتى عايزه تسمميها وتخلصى منها !.
جحظت عينى نجوى للخارج ثم هتفت بعدم تصديق 
انت !..
هز فريد رأسه پشراسه وهو يرمقها بنظرات كارهه قائلا بنبره عدائيه شديده 
عارفه انا جيتلك ليه مع انى مش طايق اشوف وشك ! .. عشان فريد لما بيعمل حاجه مبيستخباس زى الفار .. بيواجهه ..
اانحنى برأسه اكتر حتى وصل إلى اذنها ثم اردف يقول هامسا بداخلها 
كده حق حياة ونيرمين رغم ان حق نرمين ميهمنيش .. فاضل حق ابنى اللى راح بسبب خطتك القذره .. وصدقينى لولا وعد قطعته لحد مهم عندى كان زمانك بتدفعى تمنه دلوقتى كمان ..
انهى جملته تلك واعتدل فى وقفته ثم رمقها بعده نظرات مشمئزة قبل مغادرته ذلك المكان بأكمله .
الفصل الثالث والثلاثونق
بعد مرور شهر جلست جيهان السكرى بتأفف امام نجوى فى موعد الزياره الرسمية والمحددة من قبل قطاع السجون تسألها بنفاذ صبر 
خير يا نجوى ! سعيد قالى انك طالبه تشوفينى ضرورى !..
حركت نجوى رأسها يمينا ويسارا بأضطراب واضح ثم اجابتها وهى تقطم أظافرها بتوتر 
اه يا طنطى انا طلبت من بابى يكلمك فى الزياره اللى فاتت لما لقيتك مش بتسألى عليا ولا فكرانى ..
مانتى عارفه يا نجوى الظروف اللى انا بمر بيها مع نيرمين .. اكيد يعنى عندك خبر نيرو حصل فيها ايه !!..
هى عامله ايه دلوقتى !.. هتخف ولا لاء .. قصدى يعنى العلاج جاب نتيجه !.
كويسه .. بس ياريت تقوليلى ايه الحاجه اللى عايزانى فيها عشان الحق امشى ..
بابى هيهربنى .. كمان يومين بالظبط هيخرجنى من هنا بفكره الټسمم اللى حصلتلى المره اللى فاتت .. وبعدها هروح معاه ايطاليا ومش هرجع مصر تانى ..
طب وانا مالى !..
يعنى ايه مالك .. احنا مش بينا اتفاق ..
شششششش وطى صوتك .. هتفضحينا .. وبعدين اتفاق ايه ده !..
اننا نخلص من حياة الزفت دى واتجوز فريد !!..
فريد ازاى وانتى بتقولى هتهربى بره البلد !...
اجابتها نجوى پحده 
مش شغلك .. احنا بينا اتفاق ولازم يتنفذ ..
عادت لتقترب بوجهها من جيهان ثم قالت هامسه 
فريد هو اللى رمانى هنا .. وهو اللى عمل كده ده بينتقم منى عشان انا اللى سممت حبيبته ..
مش معقول !!! انتى يا نجوى !..
حركت نجوى رأسها مؤكده وهى تبتسم بأنتصار ثم اردفت وهى تعود لوضع أظافرها تحت أسنانها 
عشان كده انا لازم انتقم منه .. لازم اموتها واحړق قلبه عليها وبعد كده اسافر واخده معايا .. وانتى هتساعدينى ..
اساعدك !!!.. نجوى انتى بتقولى ايه !! يسافر معاكى ازاى وانتى بتقولى انتقم منك عشانها !..
صاحت نجوى بها مرة اخرى معنفه 
ايوه هيسافر معايا .. هو بيحبنى انا بس مش عارف .. ولما هى ټموت هيفهم ده ..
عادت جيهان
بجسدها للوراء قليلا تتامل نجوى وطريقتها الغير متزنه ربما يمكنها الاستفاده منها وهى فى تلك الحاله نعم هذا ما ستفعله فحركات جسد نجوى بأكملها مريبه ستستخدمها فى القټل بدل تلويث يدها بنفسها .
ماشى .. موافقه بس بشرط .. مليش دعوه بخروجك من هنا ..
لا هروبى بابى مرتبه .. فاضل انتى بس تنفذى اللى هنتفق عليه بس فى خلال ٣ ايام من دلوقتى وبعدها ميعاد طايرتى انا وفريد ..
اتفقنا .. انا كده كده كنت مرتبه حاجه فى دماغى .. دلوقتى بس محتاجه أسرعها شويه ..
تحركت نجوى واقفه ثم قالت بتوتر 
يومين بالظبط وهتلاقينى قدامك نرتب هخلص منها ازاى ..
فى المساء وبعد تناول وجبه العشاء جلس كلا من فريد داخل غرفه المعيشه وجلست حياة بجواره تستند برأسها على كتفه وتحتضن يدها كفه وهى تشاهد بشغف احد افلامها العربيه المفضله تململ فريد فى جلسته جوارها ثم هتف اسمها بضجر 
حياة حبيبتى .. انتى اول مره تشوفى الفيلم ده !..
اخرجت صوت من حنجرتها يدل على النفى وهى لازالت تتابع بتركيز واندماج شديد فى تلك الأثناء دلفت عفاف تحمل بكلتا يديها صينيه القهوه ثم قدمتها إلى فريد مستفسره وهى تنحنى بجذعها لتضعها فوق الطاوله الموضوعه امام الاريكه الوثيره 
فريد بيه .. تؤمر بحاجه تانى !.
اجابها فربد بنفاذ صبر 
لا يا دادا ..
حياة يا بنتى .. تحبى اعملك حاجه انتى كمان !..
اجابتها حياة بودها المعتاد وهى ترفع رأسها من فوق ساعد فريد 
لا يا دادا تسلمى .. لو مش وراكى حاجه تعالى اتفرجى على الفيلم معانا ..
يسلم خاطرك يابنتى .. بس لو مش محتاجين حاجه تانى اسمحولى اروح بدرى ارتاح ..
لا يا دادا اتفضلى .. وخلى سارة كمان تروح .. لو احتاجنا اى حاجه انا موجوده ..
اومأت لها عفاف موافقه ثم تحركت للخارج مختفيه عن الأنظار انتظر فريد حتى خرجت عفاف من الغرفه ثم جذبها من خصرها لتجلس داخل احضانه ثم تحدث متذمرا بملامح وجهه ممتعضه 
يا سلام !! هو انا عارف اخد راحتى مع الفيلم اللى مصممه تتفرجى عليه ده عشان تخلى عفاف تقعد معانا كمان !!! ..
ابتسمت حياة من تذمره الطفولى ثم رفعت كفها تتلمس بأناملها ذقنه ثم قالت بنعومه لتراضيه 
يا حبيبى هى عمرها ما هتقعد معانا انت اكتر واحد عارف انها بتتحرج .. انا بس بحاول احسسها انها مننا مش غريبه .. كفايه عليا انها من ساعه ما رجعت وهى جنبك وعمرهما باعتك رغم الظروف فى الوقت اللى كله ممكن يعمل اى حاجه عشان الفلوس ..
تهدج صوتها حزنا فى جملتها الاخيره فعلم فريد ما ترمى إليه بالطبع مازالت حزينه مما فعلته بها تلك المدعوه نيرمين فرغم كل شئ هو يعلم ان نيه زوجته كانت الخير والذى قابلته اخته بالشړ والمکيدة رغم اعتراضه لذلك تحدث مسرعا ومحاولا تغير مجرى الحوار 
انتى واخده بالك ان البيت فضى علينا ولا ايه !..
قال جملته تلك بنبره عابثه جعلت الاحمرار يغزو وجنتها ثم تحدثت بخجل 
فريد لو سمحت خلينى اركز فى الفيلم وبعدين كنت عايزه اكلمك فى حاجه كده ..
سألها وهو يبتسم من خجلها والذى لازال يلازمها حتى الان 
قولى اى حاجه بدل الملل اللى انا فيه وانتى حبسانى جنبك كده ..
تحولت ملامحها ولکمته فوق كتفه برقه قائله بمشاكسه 
متقولش على فيلمى اللى بحبه ملل .. وبعدين انت مش ناوى تحن عليا وترجعنى الشغل معاك تانى !.. فريد انا بجد زهقانه اوى ..
اجابها معترضا بأسترسلال 
ايه لازمه الشركه وانتى كده كده بتعملى اللى بحتاجه من البيت .. وكمان انتى عارفه سبب طلبى نزولك فى الاول بس دلوقتى خلاص .. بقيت اقدر اسيبك هنا وانا مطمن ..
جعدت انفها ثم قالت بأحباط 
تمام انا عارفه انى بعمل اللى تحتاجه هنا وبساعدك بليل بس برضه طول اليوم حاسه بملل خصوصا يعنى انى مش بخرج تقريبا وانت مش بترجع غير بليل .. وانا اتعودت انى اكون معاك على طول .. حتى لو مش شايفاك احساس انى معاك فى مكان واحد وبتنفس الهوا اللى انت بتتنفسه بيطمنى .. وبعدين اعمل ايه بقى انت بتوحشنى والكام ساعه اللى بشوفك فيهم مش بيكفوا ولا بحس انى اشبع منك ..
تنهد بأستسلام وهو ينظر داخل عينيها بهيام قائلا بلين شديد 
والله انا ما عارف اثبت على موقف معاكى .. كل ما اقول على حاجه برجع فيها ومش بنفذها بسبب كلامك ده ..
اتسعت ابتسامتها واخفت رأسها داخل عنقه وهى تغمغم بسعاده وحب 
انتى احلى فريد فى الدنيا .. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش من نفسك اللى مخلى لحياتى معنى ..
طبع قبله
فوق شعرها ردا على حديثها ثم عاد ليقول بهدوء 
طب خلينى اقوم العب شويه لحد ما تخلصى الدراما اللى مصممه تشوفيها دى وارجعلك ..
لا .. عشان خاطرى
خليك معايا .. مش عايزه ابعد عنك .. وبعدين فى حد مبيحبش فيلم دعاء الكروان وقصه حب آمنه والباشمهندس اللى اتحولت من كره لحب وهو اتغير بسبب حبها !..
سألها فريد مشاكسا 
وانتى بقى بتحبي الفيلم عشان كنتى بتكرهى الباشمهندس زى آمنه !..
رفعت رأسها واقتربت منه ثم أحاطت وجهه بكفيها قائله بعشق وهى تحدق داخل عسليتيه 
لا انا الباشمهندس بتاعى بحرى واللى فى الفيلم كان زراعى ده اولا يعنى .. وبعدين انا بحب الباشمهندس بتاعى من اول ما عينيا وقعت عليه .. عمرى ما كرهته .. اه كنت زعلانه منه او بالأدق من نفسى لكن اكرهه ازاى وهو نفسى اللى بنتفسه !..
ومضت عينيه بسعادة وهو يستمع إلى حديثها المحب والتى باتت تغدقه به يوميا حتى اصبح كالادمان بالنسبه إليه تنهد بحراره وهو ينظر إلى عينيها التى تضوى ببريق خاص لا يلمع إلا له ثم غمغم قائلا بصوته الاجش 
انا بقول خلينى اقوم احسن ..
امتعضت ملامحها ثم قالت متصنعه الضيق 
والله !! على فكره انت بتهرب عشان تروح تلعب انا عارفه .. وحشتك الاوضه بتاعتك اللى مش بتخلى حد يدخلها دى ..
رفع فريد احدى حاجبيه مستنكرا وهو ينظر إليها بأندهاش ثم هتف بعدم تصديق 
الاوضه بتاعتى ومش بخلى حد يدخلها !!.. طب ايه رايك هقفل ورايا فعلا عشان يبقى بجد محدش يعرف يدخلها ..
هتفت حياة مسرعه لتثنيه عن قراره 
لا خلاص بهزر ..
صمتت لوهله لتفكر بخبث ثم قالت بدلال متصنع 
خلاص مش هحرمك .. مادام انت مش عاجبك الفيلم روح ..
قطب حاجبيه معا بأرتياب وهو يسألها بتشكك 
حياة .. انتى متأكده !..
اها متأكده .. انا عارفه قد ايه انت بتحب الرياضه واكيد هبقى عايزاك تعمل اللى انت بتحبه ..
رمقها بنظره تشكك اخيره فأردفت تقول بمكر 
انت مش عارف ان اهم حاجه عندى تكون مبسوط ولا ايه .. بس بشرط .. لما الفيلم يخلص هتلاقينى قدامك ..
طبع قبله فوق رأسها وهو يبتعد عنها استعدادا لتركها قائلا بحماس 
الفيلم ده طويل ولسه بدرى ..
ابتسمت له بتصنع وهى تومأ له برأسها موافقه وتلوح له بيدها مودعه حتى اختفى من امامها انتظرت حتى قام بتبديل ملابسه ودلف غرفته المفضله
تم نسخ الرابط